23 sept. 2007

من فضائل الشهر الكريم


ذكرت جريد ة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل في عددها 936 ليوم 22/9/2007 المعطيات التالية تحت عنوان أحوال الأسواق والاستهلاك والتوريد والتخزين خلا ل رمضان وقد جاء ما يلي
زيادة الاستهلاك الأسري خلال شهر رمضان تصل
في اللحوم 38% يعني ذلك بزيادة 380 كيلوغرام عن كل 1000كلغ
98% في لحوم الدواجن 98 % يعني بزيادة 980 كلغ عن كل 1000 كلغ
23 % البيض69 %للحليب
30 % الياغورت
400 % الأسماك المصبّرة قد يكون يقصد التّن والقرنيط
600 % للتّمور
ولمواكبة هذا الازدياد في الإقبال على الاستهلاك ذكرت الجريدة أنه يتم توريد60 ألف طن من البطاطا و40 ألف طن من لحوم الأبقار أسبوعيا
بالطبع لم تذكر الجريدة ازدياد الهرج والضجيج طوال ساعات الليل وأثر ذلك على الأطفال حيث أنهم الأكثر تضررا وذلك بحرمانهم من النوم في محيط يوفر الهدوء اللازم. فالنوم المتقطع يحرم الأطفال من سلوكهم العادي في اليوم الموالي حيث تظهر عليه علامات الإجهاد والعصبية والميل إلى السلوك العدواني. كما يتأثر التحصيل العلمي لأطفال المدارس والمعاهد خلال الشهر فالعملية التربوية تستدعي توفر جملة من الشروط حتى يتمّ إنجازها. إذ لا يكفي حضور جثة تلميذ جالس بمقعد يتثاءب و ليست لديه القدرة على التركيز والمتابعة نظرا للجوع والعطش المسلط عليه. فمع الساعة الواحدة بعد منتصف النهار يكاد يتحول إلى حالة من الإغماء. ففي هذا الشهر، زيادة عن الوضع الاقتصادي، يتحول المشهد التربوي إلى كارثة فعلية
فلا يمكن لعاقل وصف المشهد التالي على أنه عملية تربوية: كهل في حالة من الإعياء الشديد ذابلا وكل العمليات الفيزيولوجية بجسمه في وضع غير طبيعي بقاعة درس بها 40 طفلا بين الإغماء واليقظة
هذه الأوضاع الكارثية في جميع مناحي الحياة خلال هذا الشهر لا تمنع جريد ة الشعب وغيرها من الجرائد والقنوات الفضائية في المجتمعات "الإسلامية" بنعت هذا الشهر بالشهر المعظم والكريم والمقدس و الفضيل...إلخ و تذكرني هذه الأوصاف التي تطلقها كل رعية من رعايا هذا المجتمع الإسلامي ـ من المحيط إلى الخليج ـ بتمجيدهم من يتحكم في رقابهم ويسبب لهم الخراب بوصفه صاحب الجلالة، صاحب الفخامة، القائد البطل ،الزعيم الخالد، سماحة الشيخ ،...إلخ
نقول عن سلوكيات هذه المجتمعات بأنها لا عقلانية .ويتبادر للذهن: ما العمل ليتحول سلوكها إلى سلوك عقلاني؟
لأن السلوك العقلاني سيمكنها من اكتشاف أن رمضان كريم علي المجتمعات التي توفر لهم البطاطا واللحوم والتّمور والدواجن لتقليص البطالة وتنشيط الدورة الاقتصادية بالدول التي يقولون عنها، المسلمون الحقيقيون والناطق باسهم فيصل القاسم والقرضاوي بالجزيرة، الغرب المادي إذ لو لم يكن كذلك لما وفر لهم حاجياتهم الروحية من لحوم وحليب وبيض وطائرات يحجون على متنها لرمي الشيطان بالحصى وتقبيل الحجر الأسود.

Aucun commentaire: