7 déc. 2007

الإسلام عقيدة الرعب والهلع


الإسلام عقيدة الرعب والهلع زهير عطا سالم
الحوار المتمدن - العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 4.8 / 5
يقول الفيلسوف الإنساني برتراند راسل: " إن الخوف هو مصدر الخرافة الأول، وأحد المصادر الرئيسة للسلوك الوحشي. السيطرة على الخوف هي بداية الحكمة ". فلماذا يخشى الإنسان المسلم مجرد المس بثوابت العقيدة ؟ الواقع أن العقيدة الإسلامية تدرس للأطفال في مرحلة تمتاز بالخيال وعدم التفريق بين الأسطورة والواقع، فنجدهم مثلاً مولعون بمشاهدة أفلام الكرتون التي كثيراً ما تحتوي سقوط مدوي للأشخاص والكائنات دون موت. في هذه المرحلة يصدق الطفل كل ما يقال، وبما أن العقيدة الإسلامية مبنية أساساً على الترهيب والخوف من عذاب ناكر ونكير والشجاع الأقرع. هؤلاء هم الملائكة المكلفون بتعذيب الإنسان بمجرد دخوله إلى القبر. يضربونه بدبوسة ضخمة فيغطس من هول الضربة إلى الأرض ( السابعة ؟)، وكلما كان الإنسان كافراً كلما ازداد ضربه وعقابه وتعذيبه، فكيف لخيال الطفل أن يتفاعل مع هذه المعطيات سوى بالخوف والرعب. بعد ذلك يأتي الحديث عن القيامة وأهوال يوم القيامة وكيف يتصبب الناس عرقاً حتى يغرق الكافر بعرقه، ويكون منسوب العرق بحسب قوة الإيمان والكفر. آلاف الأحاديث والآيات تتحدث عن يوم القيامة فتارة يصفها القرآن بالقارعة وتارة بالراجفة المزلزلة. كل هذه المعطيات تخلق بيئة فظيعة من الخوف والرعب فيجري تشويه خيال الطفولة ويتم تمزيق براءتها، هكذا لأنه الله الذي خلقنا فسوانا.لكن تلك المخاوف والأهوال لا تنتهي من حياة الطفل بل تستمر مع تلاوة القرآن ذي الذكر في كل صباح في إذاعات أنظمة التخويف وتلفاز الخوف ومجلات الرعب، ثم في المدارس وحصص التربية الإسلامية، ولا ننس التلاوة المركزة أثناء شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وكلما قرأ الإنسان المسلم قرآناً أكثر كلما كان ثوابه أكبر وأجره أعظم، وبهذا ينشأ الطفل في سيكلوجيا الخوف الشديد من عذاب القبر والهلع الكبير من أهوال البعث والنشور، ويقضي حياته – من ثم – متعبداً خاشعاً راجفاً من خشية هذا الإله وعقابه الصارم. النتيجة هي أن عقيدة المسلم في النهاية هي هي ذاتها التي تشربها في الطفولة بنفس الخوف وذات الرعب، ما يعني أن الأمل في التغيير مثل أمل إبليس في الجنة، وما أدرانا فقد يصفح الله عن إبليس ويدخله الجنة لأن رحمته وسعت كل شيء، ثم إن إبليس من نار فكيف سيعذبه الله في النار !حينما كانت الكنيسة ما زالت مسيطرة في بريطانيا، كتب بيرتراند مقالات يطالب فيها بتغيير المناهج الدراسية، حيث قال (( إن المناهج يجب أن تتضمن قدراً من الشك لكي يسطر العقل الحر حركته خارج النطاق التاريخي السائد ))، وما أحوجنا نحن العرب أن نضع شيئاً من المعرفة التي تثير الشك بقدر ما، لكي تدفع العقل إلى الانفلات من عقال الإيمان الثابت والراسخ الذي لا يتزعزع. قد يرد علينا الثرثارون بأن العقول المسلمة قد أثمرت علوم كثيرة في العصرين الأموي والعباسي، وللرد على هذا الافتراء المغلوط نورد نقطتين: الأولى، أن هؤلاء قد عرض الإسلام عليهم وقد بلغوا أشدهم، أي أنهم لم يرضعوا عقيدة الخوف والرعب والهلع وهم في نعومة البراءة، والثانية، أن معظم علماء الرياضيات كانوا متأثرين بالفلسفة اليونانية وأن أغلبهم قد اتهم فيما بعد بالكفر والإلحاد أو بالزندقة والتاريخ خير شاهد على ما نقول.بالعفوية وبكل بساطة وضعت مسلمة في أحد مواقع الزواج التي مررت عليها لمجرد الفضول – وضعت شرطاً في الشخص الذي سيتقدم لها أنه يجب أن (( يخاف الله )). مئات بل عشرات الألوف من الشابات يضعن شرط الخوف من الله على اعتبار أن الشخص الذي يخاف الله سيخاف تلقائياً من إيذائها. إنها عقيدة الخوف الذي يسوغ السلوك وليس الحب الإنساني والأخلاق النبيلة. كثير من الملحدين المؤمنين بالإنسان وقدراته الخلاقة نجد أن لديهم وبالضرورة عاطفة حب جياشة تجاه الآخرين بشكل عام فما بالك بالمقربين. يقول الكاتب والمفكر الإنساني الرائع أنطون تشيخوف في آخر رسالة له كتبها لأخته (( ساعدي الفقراء .. انتبهي للوالدة .. عيشوا بسلام )). لم يكتب وصية مليئة بالثرثرة الفارغة والكلام الممجوج والهرطقة المثيرة للضجر. الفقراء وقعوا في سلم الأولويات، ثم الأم، ثم السلام للمجتمع، وأي أمنيات أجمل من هذه لسعادة البشرية، بينما لا نجد في الإسلام سوى الوضوء والحج ودعاء ركوب السيارة ودعاء دخول السوق ودعاء الثياب الجديدة ودعاء النوم ودعاء الصحو من النوم. أربع وعشرين ساعة من الدعاء والتفكير والخوف والرعب والهلع، فكيف سيتكون الإنسان الذي ينشط لأجل الناس والمجتمع وهو ينفق عمره في جمع حسنات ( الآخرة ؟) يقول درويش: عندما يصل الغد سوف نحب الحياةكما هي، عاديةٌ ماكرةرمادية أو ملونةلا قيامةٌ فيها ولا آخرةوهكذا، فقد وضع الشاعر حداً لهذه المهزلة، فلا قيامة ولا آخرة، فشتان بين إنسان يؤمن بالإنسانية وكائن يؤمن بالخوف والرعب والهلع، وليس لنا أن نستغرب وأن نتعجب من شدة التخلف ومن تتالي الهزائم والانتكاسات حتى أصبحت بلادنا سوقاً لكل منتجات الشعوب التي سخرها ( الله ؟ ) لكي تخدمنا، فحسبنا أننا مسلمون وبإسلامنا هذا نكون خير أمة أخرجت للناس. ترى ما الفرق بين هذه العنصرية الشوفينية والعنصرية الصهيونية التي تعتقد بأن اليهود هم شعب الله المختار وبأن باقي الشعوب قد سخرت لخدمتهم ؟؟؟ قبل اكتشاف الكهرباء وخبر الصواعق والرعد، كانت الثقافة السائدة في أوروبا وأماكن أخرى من العالم، هي عقيدة الخوف والرعب، وغالبية العقائد كانت تعتبرها غضب من الإله، وحينما كان ينزل البرق ويتلوه الرعد، كانت القرى في ألمانيا ( مثلاً ) تتجمع في الكنائس فيما يلتصق الناس ببعضهم خوفاً ورعباً. أما بعد اكتشاف الكهرباء السالبة والموجبة وقصة التفريغ الكهربي فإن عقيدة الرعد والخوف من الرعد قد زالت تماماً، أما في حالة العقيدة الإسلامية، فالله غائب لا يرى، وهو مليء ( السماوات ؟ ) والأرض ( ؟ )، وهو على كل شيء قدير، بينما لا نراه يغيث ملهوفاً أو ينصر مستضعفاً أو يطعم جائعاً. عندما أخبر محمد عن الآية ( ومن يقرض الله قرضاً حسناً ) قال له المعارضون ( وما شأننا بإلهك الفقير ؟ ). لا يمكن أن نهزم خرافة العدو دون أن نهزم خرافتنا، ولا يمكن أن نقرع الباطل في أرضه ما لم نقرعه في أرضنا، ولا يمكن أن تقوم لنا قائمة طالما يتم تدريس عقيدة الخوف والرعب والهلع للأطفال المساكين. لماذا لا يؤجل البحث في العقيدة إلى سن البلوغ بدل تشويه براءة الطفولة بأحلام سوداء مرعبة، وبعدها يختار الإنسان دينه، فإن أراد الإسلام كان بها وإن أراد غيره كان بها ولعله يحب البقاء دون عقيدة سوى عقيدة حب الإنسانية وخيرها.

3 déc. 2007

أي حرية للتعبير؟


حرية التعبير والبؤس الفكري

لماذا تصادر سلطات مجتمعات التخلف حرية التعبير؟ وهل أن السلطة هي الوحيدة التي تصادر حرية التعبير؟
حرية التعبير ممارسة من شأنها أن يتضرر منها البعض ماديا و معنويا وفي ضرر هذا البعض إفادة لآخرين. فهذه الحرية محل نزاع بين أطراف متعددة. عديد الأفراد والمجموعات المنادية بحرية التعبير تكتشف أنها تتضرر فعليا من حرية التعبير. فتلجأ إلى جملة من الأساليب والتقنيات لمقاومة حرية التعبير والتفكير. هذه الأساليب تضاهي أو تفوق أساليب السلطة
فالسلطة تعتمد جملة من التشريعات والقوانين التي تصدرها باسم الشعب (مثل قانون الصحافة والنشر) وتجد هذه القوانين طريقها في التطبيق بالاعتماد على أجهزة إدارية وقضائية. كما تعتمد السلطة في أغلب الأحيان أساليب المغالطة والتشهير بمن يعارضها
فالسلطة تجد نفسها في غنى عن إثبات ما تدعيه بل تركز على استعمال جملة من المعاني والمصطلحات والرموز للتخلص أو للقضاء على خصومها. وهذه الأساليب نفسها تعتمد من أفراد ومجموعات تكتسب شرعية لخطابها من مشاكسة السلطة وانتقادها، ضمنيا أو علنا في بعض ممارستها. ويتحولون إلى منافسين للسلطة في مصادرة حرية التفكيروالتعبير
فهؤلاء الأشخاص (أو الأفراد) يؤسّسون لشرعيتهم مما يعتبرونه انتقادا للسلطة أو الذود عن الهوية الإسلامية التي يهددها أتباع قلائل و يباركها أتباع كثيرون يوجد بينهم الجهل وازدراء العقل. بل يهاجمون خصومهم باستعمال كم هائل من المسلّمات و"البديهيات" المستقرة بأذهان الناس منذ مئات السنين ويعود ذلك إلى انعدام حرية التفكير



فانعدام حرية التفكير و التعبير هو الشرط الضروري لإعادة إنتاج هذه "البديهيات". وللمحافظة عليها يعمدون إلى المغالطة و التزوير
فلا يواجهون خطاب الخصم بالحجج والأدلة مما ورد بمضمون الخطاب للإجهاز عليه بل يعيدون استنساخ جملة من التهم الجاهزة التي تلاقي رواجا وإقبالا شعبيا ـ وذلك بفعل غياب حرية التعبير ففي حرية التعبير والتفكير مساءلة للقيم السائدة
إن حرية التعبير لا تعني حرية ترويج الجهل وإعادة نشر ثقافة الدهماء. هذه الثقافة ليست في حاجة لحرية التعبير من أجل نشرها اعتبارا أن العرض يفوق الطلب وهي الثقافة السائدة بفعل غياب حرية التعبير. إن دعاة القيم السائدة والمتوارثة يدّعون زورا و بهتانا أنهم متضررون من غياب حرية التعبير. فالمتضررون الفعليون من غياب حرية التعبير هم الذين يقومون بمساءلة هذه القيم ويقومون بفحصها وفحص
المسلمات التي تقوم عليها
نموذج من المدونات التي ليست بحاجة لحرية التعبير (وزميلاتها كثيرات) برغم اللافتةأعلاه. وبجانب هذه اللافتة مقال معنون : المقامةالقشية أو مقامة المؤخرة و التبّان في رفع السيقان و بيان حمق أحمق حمقستان
فتسكير الجلغة أحسن بكثير من ـكتابة مثل هذه المقامات .ه
ينبئنا العنوان ببيان حمق أحمق حمقستان. والبيان في هذا "النسق الفكري" هو إعادة وتكرار لتهم السلف الصالح لكل فكر يعتقدون أنه ضد الإسلام والمسلمين. ونذكر من ذلك: دعاة الحريات الجنسية. برغم أن الجزء الأكبر من هذه المقامة يقطر جنسا ـوفق النظرية الإسلامية بالطبع ـ والعجيب أن صاحب المقال يستعمل كل ثقافته الجنسية الإسلامية لمحاكمة خصمه واتهامه بأنه داعية للحريات الجنسية.
فالجنس مقابل أجر ليستمتع به الرجل من التراث الإسلامي ونص عنه القرآن حرفيا بقوله "وأحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن..." النساء الآية 24.
ثم بالآية 25 "ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف ".ه

كما ورد بسورة الممتحنة الآية 10 "يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن واتوهم ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ".ه
وعديد الآيات الأخرى التي تبيح النكاح مقابل أجر. والمسلمون الاوائل كانوا السباقين للجنس مقابل أجر وفي كل مرة يذكر النكاح في القرآن يذكر الأجر .فالتشهير ب"عبدالله قش"يستدعي التشهير بجزء كبير من الثقافة الإسلامية التي تعاملت مع الجنس كبضاعة مقابل أجر.
فهناك ازدواجية في الثقافة الإسلامية حيث الجنس خطيئة وبالقدر نفسه يقع استعماله كأداة لجزاء نبي الإسلام وذلك بما جاء في سورة الأحزاب آية50 " يا ايها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين" .والنكاح هنا عنوان للتمييز بين النبي وبقية المؤمنين وهو كذلك أداة للترغيب في الجنة. فجنة المؤمنين عبارة عن مكان لممارسة الجنس

وهذه الازدواجية حولت الفرد الإسلامي كهذا المدون بالضبط إلى مهووس بالجنس فهو يجد متعة في الحديث عن الجنس ولكن تحت غطاء التشهير بالجنس للتكفير عن جريمة اقترفها بحق ثقافته الإسلامية (فقد مارس عملية التفريغ فعلا في هذه المقامة التي أراد أن يدرأ عنه فيها تهمة التفريغ) التي تجل الجنس وفي الآن نفسه تضعه في خانة الخطيئة. فالجنس في هذه الثقافة العجيبة أداة لتحقير الخصم و أداة لمجازاة المجاهدين الذين يعتز بهم صاحب المدونة
وبعد الإسهال الجنسي في المقامة المذكورة الذي، دون شك، انتشى إثره المدون. تلحّف المدون بمعطف سماوي للتغطية عن وضاعته الأرضية. فعوضا أن يناقش خصمه في الموضوع الذي أثاره خصمه الجنس أو التفريغ يتخفى ويكيل قائمة من التهم "سب المسلمين و نبــــــــــــــــــــــــــيهم" "عبد مأجور""ابيع نفسي مجانا و اعرض مؤخرتي في جيان و الكرفور"" المتحامل على الإسلام دون حجة و لا برهان"
و قد قال يوم وجد الناس ذاهبين للجهاد:كــــــــوكو كوكـــــــو ايـــــها المقاتـــــلونلماذا تحملون الرماح و على ماذا تحاربون".ه"


فدناءة هذا المدون تسمح له بأن يصمت عن سب نبيه ودينه ومقدساته ومجاهديه ومقاتليه ومحجباته ولا يهبّ للدفاع عنهم إلا حين ينعت بأنه يقوم بعملية تفريغ



والتهم الموجهة ليست في حاجة لدليل أو برهان لأنها صادرة عن مدافع عن المسلمين إثر نعته "بالتفريغ ". وهي تهم كفيلة بجلب العطف والاستحسان من قبل كل أنواع السذج والمشعوذين من الصائم في ستّ من أيام شوال إلى القائلين ب" إر قالوا نقاش "فالتهموا المقامة كديسارلجهلهم وسطحيتهم

ما ذكره هذا المدون بهذه المقامة يعد فعلا صورة من صور الإرهاب وهذه عينة مما يمارسه الجهل والفكر السائد بحق الفكر والتفكير
أن يبارك مدون مثل هذه المقامات دليل على العقم ومعاداة العقل والعقلانية ودليل على مدى بؤسه الفكري

13 oct. 2007

للعلمانية دين؟

الشرارة التي كانت وراء "النزاع" بين عديد المدونين هو التعليق الذي قام به المدون عماد حبيب على مدونة طارق الكحلاوي. قد يرى عديد المدونين الجوانب السلبية فقط من هذا النزاع ولكن لكل نزاع جوانبه الإيجابية. فـبفضله انخرط عدد من المدونين في نقاش. وبمعزل عن مضامين المداخلات والتعليقات فإن هذا النزاع يمكّن عديد الأشخاص من بلورة فكرة أو رأي عن كل من ساهم في هذا النزاع. لم ذلك ؟

لأنّ النقاش والنزاعات الفكرية منبوذة في مجتمعاتنا والنقد جريمة قائمة الذات. وتاريخ مجتمعاتنا يقدم الدليل القاطع على ذلك. فالسمة المميزة لهذه المجتمعات تهميش الفكر والمفكرين .فقد أحرقت كتب ابن رشد واتلف كل ما كتبه المعتزلة و بالمقابل يقع تثمين الفكر الذي جهدت السلطة على نشره كفكر الغزالي الذي حارب كل تفكير فلسفي

ولكن سيكون ذلك النزاع الفكري ذو جدوى وفاعلية إذا كان محوره مفاهيم وتصورات وأفكار قابلة للمحاججة. أما أن تقتصر تلك الأفكار على شعارات هلامية من نوع منبت، يسراوية، ليبرالية، …إلخ فذلك يقود حتما إلى طريق مسدود ويعطي لأعداء العقل والتفكير الحجة بعدم ضرورة التفكير. فتسلم الرعية أمرها لبعض الدراويش والمشعوذين للتفكير نيابة عنها وتكتفي هذه الرعية بالإعجاب والتهليل والدفاع عن زعيمها

إذا ما نظرنا لمضامين ومداخلات المدونين الذين اشتركوا في النزاع الأخير سنجد أنهم ـ على الأقل ظاهريا ـ يحملون هواجس تتعلق بمشروعات مجتمعية. وبإهمالنا للتفاصيل ينقسم هؤلاء المدوّنون إلى خطين فكريين متناقضين

جزء منهم يرى أن الخلاص يكمن في الدين وتحديدا الدين الإسلامي، والجزء الآخر يرى أن المشكلة في هذا الدين الذي ترى فيه المجموعة الأولى طوق النجاة. وتحديدا ليس الدين كطقوس وشعائر بل الدين كدستور لممارسة شؤون الحكم وتسيير شؤون المجتمع

إنه لأمر طبيعي أن يرى الفريق الأول خطر الفريق الثاني الذي يقرّ اللائكية أو العلمانية كأسلوب للحكم وتسيير شؤون المجتمع. ;وذلك لأن هذا الفريق لا ينظر للعلمانية كطريقة في الحكم للخلاص من الحروب الطائفية والمذهبية والحد من سلطات الأمراء والملوك والرؤساء الذين يسوسون رعاياهم باسم الدين وتمثيل الله على الأرض. لا يتعاطى هذا الفريق من جهة الإنجازات التي حققتها العلمانية في المجتمعات التي اعتمدت هذا النمط برغم أن كل الأحزاب الدينية، ونذكر حركة النهضة تحديدا، استفادت وتستفيد من الأنظمة العلمانية. فلو أنّ الحكم بهذه الدول التي لجأت لها قيادات النهضة ومناصروها كان بيد أحزاب دينية، لما مكّنتهم تلك الحكومات من اللجوء لديها ولما سهلت عملية التواصل فيما بينهم .فلولا فصل الدين عن الدولة ببريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا لما استطاعت الأحزاب الإسلامية تنظيم صفوفها وفتح حسابات بنكية وتجارية وبناء مساجد للدعوة وتدريس أبنائها. فبفضل العلمانية حافظوا على تقاليدهم وشعائرهم الدينية وويقومون بنشاطهم السياسي علانية وينجزون مؤتمراتهم الحزبية ويستفيدون من القوانين الوضعيّة التي تحميهم وذلك دون أن يتهمهم علمانيوا بلدانهم بأنهم عملاء للغرب أو منبتين.ه
إن فصل الدين عن الدولة هو السبب الوحيد الذي كان وراء لجوء هؤلاء للبلدان الغربية فلم لم يلجأ راشد الغنوشي لإيران مثلا؟ لأنّه يدرك جيدا أنه سيكون ضحية للكراهية الدينية لاعتبار عدم فصل الدين عن الدولة في هذا البلد الذي به مزار لقاتل عمر بن الخطاب(أبو لؤلؤة)الذي يترددعنه آلاف المعتزين بقاتل عمر الذي يقول عنه الغنوشي أنه من الخلفاء الراشدين ويقدسه.ه
فلولا العلمانية لانقرضت الأقلية الإسلامية بالهند ولما انخرط عديد من الأوربيين بالديانة الإسلامية. عديد الإسلاميين يفخرون ويقيمون الدنيا لمجرد دخول ألماني أو فرنسي الديانة الإسلامية ويغيب عنهم أن ذلك بفضل العلمانية التي تضمن حق هذا الشخص في تغيير ديانته متى شاء وأنه لا البابا ولا الدولة من شأنها إجباره عدم تغيير ديانته. فبمصر و سوريا يعاني عديد المواطنين بمجرد التفكير في الخروج عن الدين الإسلامي وتقوم معارك حامية الوطيس للتشهير بالمرتدين في الصحف ومنابر المساجد والفضائييات فهل رأينا صحيفة غربية واحدة أو رجل دين مسيحي يشهر بمواطن من الغرب لأنه اعتنق الديانة الإسلامية بدلا عن المسيحية أو احتفال الغربيين بمسلم لأنه تراجع عن الإسلام واعتنق المسيحية؟

يقع النظر للعلمانية باعتبارها بدعة غربية ومؤامرة على الله فيتفنن البعض في نعتها بجميع النعوت والدخول في حرب معها باعتبارها منافية لتقاليد المجتمع ولا تتماشى مع خصوصياته بالرغم مع تماشيها مع الأحزاب الإسلامية ببريطانيا وفرنسا واستراليا

والنزاع الدائر بين بعض المدونين حول هذا الموضوع بالذات هو جزء من الصراع الدائر منذ عقود بين عديد المقاربات. وتتناوله عديد المواقع نذكر منها الحوار المتمدن، الأوان…و الصحف والمجلات. و نذكر منها الآداب اللبنانية التي قبل طرحها موضوع العلمانية طرحت موضوع الطائفية في الوطن العربي. وتناولته بالبحث في أربعة أعداد متتالية. وقد توجهت المجلة ـ المجلة هي التي توجهت لهؤلاء وبمقابل مالي وهذا مذكور بالمجلة ذاتها- إلى عديد المختصين في عديد البلدان العربية ليكتبوا لها عن الطائفية. وفعلا لقد أبدع مثقفون من مصر، السودان، لبنان و سوريا… في الكشف عن المآسي التي تسببها الطائفية في جميع الحقول ومنها التعليم. فـليس صدفة أن يلي موضوع العلمانية ملف الطائفية. إن الحديث عن موضوع العلمانية في المجلة المذكورة دون التعرض لذكر موضوع الطائفية الذي سبقه على مدى أربعة أعداد من المجلة يعدّ قصورا وقلة إدراك لترابط الموضوعين. فحجم الخراب الذي تسبّبت به الصراعات الدينية والمذهبية الذي ذكره عديد المختصين والأكاديميين الذين وجهت لهم الدعوة للكتابة حول هذا الموضوع حتـّم طرح موضوع العلمانية في العدد الذي ظهر بشهر أوت، ومن الذين كتبوا لمجلة الآداب

برهان غليون ـالذي كان مناصرا للأحزاب الدينية في الثمانيات ـ الذي عبر في مقالته عن رؤيته للعلمانية وذكر دون مواربة أو لف ودوران ال"العلمانية هي أولا وأخيرا جزء من الثورة السياسية الحديثة التي جعلت من الإنسان محور البناء المجتمعي بقدر ما جعلت من إعداده وتربيته والارتقاء بشروط حياته غايتها الرئيسية، إذن ندرك أن العلمانية ليست مسألة دينية ولا ينفصل مصيرها عن مصير الحداثة الفكرية السياسية."ه"

وكذلك نصري الصايغ الذي كتب "أما الأطروحات القائلة بأسبقية النقل على العقل وبأن الإسلام دين ودولة وبأنه لا يمكن أن يتولى الإنسان شؤون دنياه من دون توجيه إلهي. وبأنه لا اجتهاد في موقع النص ولا تعارض بين قيام دولة إسلامية والديمقراطية فهي أطروحات ساقطة ناقشها الدكتور عادل ضاهرفي كتابه :أولوية العقل،نقد أطروحات الإسلام السياسى."ه

أما جورج قرم فيقول " ذلك أن الوضع العلماني في المنطقة العربية وفي الدول الإسلامية إجمالا قد تدهور كثيرا بفعل عوامل عديدة ، منها بشكل خاص تقوقع الهوية العربية على مكون ديني أحادي الجانب اتخذ طابعا معياريا في العقود الأخيرة وهذا ما يضيف عقبة رئيسية جديدةعلى طريق تحقيق العلمانية."ه
ثم يقول" وإني أشارك تماما الدكتور جورج طرابيشى رؤيته إلى أن العلمانية هي الوحيدة الكفيلة بمنع توطين الدين والمذهبيات الدينية في المعترك السياسي.ه

فكل من الذين كتبوا في هذا الملف ( الطرابيشي، العظمة، قرم، الصابغ، غليون) تناولوا وضع العلمانية ودورها في معالجة الأوضاع الراهنة. فدون عناء يذكر قد يستطيع كل قارئ اكتشاف سلاسة الأفكار و وضوحها وكيفية إقامة الحجج والبراهين للدفاع عن مقارباتهم

فما موقع مقال الباحث التونسي طارق الكحلاوي المعنون بالسرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة و تاريخانيتها من هذا الوضوح في الرؤية؟ و ما هي الحجج المساقة للدفاع عن رؤيته؟

إن قراءة المقال المذكور للوصول لمقاربة أو موقف معلل بحجج وبراهين أمر مستحيل. فالمقال يبدأ بمناطحة خصم من صناعة الباحث الشاب فصناعة هذا الخصم سهلة وتمكنه من الانتصار عليه. إذ يقول "يحاجج تيار من أنصار الدولة العلمانية على غياب الدولة الدينية عبر التاريخ الإسلامي…" لعل المقالات الصادرة حول العلمانية بنفس العدد لا تتعـرّض لهذا الأمر باعتبار أن دعاة الدولة العلمانية يطالبون بها كضرورة لمعالجة أوضاع تعيق هذه المجتمعات التي تغرق كل يوم في مزيد من الحروب المذهبية والطائفية وسيطرة العشائر والقبائل على أجهزة الدول. فالعلمانيون الواعون بما يقولون، والخمس مقالات التي ظهرت تطرح العلمانية كسبيل للخلاص في مواجهة "الإسلام هو الحل" وذلك بمعزل عن هل أن الدولة في الماضي كانت دينية أم لا. يعني أن العلمانيين يطرحون العلمانية كحل لقضايا فعلية راهنة وكنقد وتجاوز لتاريخ تحكمه الصراعات الدينية سواءا كانت في ما بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى أو فيما بين المسلمين (شيعة ـ سنة) الذين يصرّحون بأنفسهم بأن الفتنة نائمة ويلعنون من يوقظها. ولكن في فضائياتهم وبرامجهم التعليمية يهيئون لها وينمّونها ولايتركونها تنام للحظة وذلك منذ أن اختلف الأنصار والمهاجرون ثم الأنصار فيما بينهم. ومقال جورج طرابيشي قدم الدليل الكافي على ذلك.ه

فجوهر مقال الباحث من تونس يتعرض من جهة لموقع الخليفة أو الأمير في الحكم الإسلامي ومدى تأثير الفقهاء أو رجال الدين عموما في تسيير شؤون البلاد الإسلامية وهي معلومات مدرسية مدرجة ببرامج التعليم الثانوي إلى حد هذا اليوم ومن جهة أخرى سعى جاهدا لتأثيث هذا المقال التاريخي بأن فلان قال والآخر قال بغرض توزيع شهائد التحقير أو الاستحسان ونذكر من ذلك هذه الشهادة لعلي عبد الرازق م"مقولات عمومية وأضاف إليها تجريدا تاريخيا مختصرا وساذجا لا يمكن أن يقبل به معظم المؤرخين المعاصرين" فلقد أصبح الباحث الشاب ناطقا باسم المؤرخين المعاصرين. و ضم صوته لصوت محمد عمارة الذي نكـّل بعلي عبد الرزاق و وقفت جامعة الأزهر في 94 ضدّ إعادة نشر كتاب عبد الرازق قد يكون ذلك صيانة للذوق العام المصري والعربي و حمايته من السذاجة. ثمّ مباشرة يلحق محمد الشرفي بعبد الرازق و هو "الذي اتبع نفس المنهجية المغرقة في العموميات …" وفي موقع آخر يشن هجوما كاسحا عن القيبرية فيقول"تتم عادة تركيب شذرات الملاحظات الفيبرية حول الإسلام (القائلة بأن) بنيته الفقهية غير قادرة بعد على تقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان أو العقلانية السياسية " داحضا المقولة بقوله "في النهاية يبدو الاستنتاج ميكانيكا" فالقول:"في النهاية يبدو" يفترض أنه قام بإثبات العكس ،كإثبات مثلا أن البنية الفقهية لا تتعارض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان .لكن هذا الباحث العجيب يــــــــــــبـــــــــدوا له فقط يعني أنه لا يدري وما يقوله هو مجرد تخمين.ولذلك فهو يعفي نفسه من البرهنة عن أي شي ويعتقد أنه بمجرد التصريح بأنه يدرس بأحسن الجامعات التي بها أحسن الأساتذة هي حجة لإقناع الآخرين.فلنتصور للحظة أن مهندسا يستعمل حجة أنه كان من طلبة أنشتاين لإقناع محاوريه بصحة الدراسة التي قدمها بغرض إنجاز جسر أو سد.ه

فجدّية مقاله يستمدها من كونه ظهر بمجلة الآداب متجاهلا أن مجلة الآداب تستمدّ جدّيتها من الكتـّاب الذين تتوجه لهم بالدعوة إلى الكتابة لها. أما الباحث الشاب فقد سعى بنفسه إلى الكتابة بهذه المجلة التي كان يجهل ما إذا كانت المجلة شهرية أم تصدر كلّ شهرين كما كان يجهل حتى ما إذا كان سماح إدريس رئيس تحريرها رجلا أم امرأة، ثم و بقدرة قادر، أصبح صديقه الذي أعطاه وعدا بنشر مقال له قبل شهرين من صدور العدد، و ذلك حتى قبل الاطّـلاع على نص المقال

سيتذكـّر الباحث الشاب أنه بصدد الكتابة عن العلمانية في السطور الأخيرة وفي ما أطلق عليها أنها خلاصة لترديد الفكرة الشائعة لدى رجال الدين وكل خصوم العلمانية بدءا من السيد قطب إلى القرضاوي بالقول بأن العلمانيين يريدون استنساخ التجربة الأوربية المسيحية.ولابد من إضافة مسيحية لتكون وطأة العلمانية أشد على المسلمين والمتأسلمين. فهؤلاء منزعجون من استنساخ التجربة الديمقراطية لكنهم لا ينزعجون من استنساخ الحروب الدينية التي مرت بها أوربا.فكل شئ مقبول من الغرب وهو مصدر اعتزاز للباحث (بكونه بأحسن جامعات ويدرسه أشهر الاساتذة ا)فقط علمانيتها مرفوضة.كل شئ يقع استنساخه من برامج تعليم من طرقات من شكل المساكن ونمط العيش وشكل السيارة ولايتذكرون المسيح المقيت .يتذكرونه فقط حين يقع الحديث عن أسلوب الحكم

10 oct. 2007

تجريم حق النقد


إن القول أنّ كلّ الطرقات بها حفر و أنّ قنوات تسريب المياه لا تشتغل فتتسبّب بغلق العاصمة إثر 10 دقائق من الأمطار، و محاولة لفهم ذلك أستنتج أنّ المزادات العلنية التي تعرضها البلدية من أجل إنجاز الأشغال الضرورية لصيانة المدينة من صرف مياه و تعبيد طرقات تسند إلى مقاولين بطريقة تفتقد إلى الشفافية و احترام الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك العمل، التصريح بهذه الأقوال قد يجرّ لك العديد من المتاعب كأن تنعت بمتشنّج، ضد البلدية، ضد الحاكم، غير متعاون، معارض و لم لا، عميل، لست غيورا على الوطن أو مستقوي بالأجنبي
إن نقد وضع معيّن علما بأن دوافع هذا النقد أنك متضرر من خدمات تدفع ضرائب مقابلها يعتبره رئيس البلدية نقدا لشخصه و كفاءته و اعتداءا على هيبته التي يعتبرها جزءا من هيبة الدولة، و هذا يقيم الدليل على أننا في مجتمعات تجرّم النقد و تعتبره خطيئة و كل السلطات تستثمر في هذا المجال. و من المستثمرين الذين يعتقدون أنهم بصدد مواجهة هذه الأساليب من يعتمدونها و يتفننون فيها فنقد مضامين ما جاء بخطاباتهم أو بتعاليقهم يعتبر هجوما عليهم و تشكيكا في قدراتهم.
إنّ هذا السلوك ورَّثـَته قرون من التسلط على المواطنين فأصبح يعيد نفسه بشكل آلي

27 sept. 2007

من ثقافة التحرر إلى ثقافة الحرية

( من مقال عمر قدور(موقع الأوان
ثمة لبس بين العلمانية والدولة المعاصرة ينبغي إزالته، فالنموذج العلماني الذي عنى "الدولة ضد الدين" لم يكن يوماً بالنموذج السائد، باستثناء التجربة الشيوعية ربما، والأكثر دقة هو أن وصف الدولة المعاصرة بأنها دولة لا دينية، وهذا في صلب حياد الدولة. قد يتقاطع مفهوم الحياد مع العلمانية على ألا يُفهم من ذلك اشتراط علمانية المجتمع،
بل المقصود هو فك الارتباط بين الدين والدولة، فلا يقع أحدهما تحت هيمنة الآخر. إن تحرير الدين من الدولة، وتحرير الدولة من الدين، هما الضمانة لكي يفعل كلّ منهما ضمن حقل مختلف، وهذا يتطلب من الإيديولوجيات الدينية أن تتخلى عن الإرث السلطوي للدين، وأن تقرّ بأن السلطة المعاصرة غير قائمة على التبعية المطلقة، أي أن مفهوم الإيمان خارج اختصاص الدولة، كما أن مفهوم
الإدارة تطور ليتجاوز الأطر الدينية
وما يثير الاستغراب في هذا الصدد هو إغفال الحديث عن الحرية الدينية، مع أنها في طليعة التزامات الدولة المعاصرة، والحق أن الجماعات الدينية لا تتطلع إلى الحرية، بقدر ما تتطلع إلى السيطرة على الدولة. ولهذا فإن التناقض الجوهري بين الجماعات الدينية العربية والدولة المعاصرة المتوخاة يكمن في معاداة الأولى لفكرة الحرية، ولن يكون عسيراً عليها أن تجد العزاء في استبداد السلطات القائمة فعلاً.
يقدّم لنا "البراكسيس" الطائفي العربي نموذجين حاضرين: النموذج العراقي المستجد، والنموذج اللبناني الأكثر عراقة واستقراراً. ولعل النموذج اللبناني يقدّم المثال الأوضح، خاصة أنه ارتبط تقليدياً بهامش كبير من الحريات العامة. فالطائفية السياسية في لبنان أكثر رسوخاً من الدولة، بالضبط لأن الطوائف تقوم بدور الدولة، فلكل طائفة مؤسساتها الخاصة التي تبدأ بالجمعيات الخيرية، مروراً بالمشافي والمدارس، لتنتهي بحصة الطائفة من الوظائف العامة، باختصار كل ما يجعل الفرد مُلحقاً بطائفته. وفي المقابل من هامش الحرية الذي أشرنا إليه فإن المؤسسة الطائفية وحدها التي تكفل الحماية والأمان، ما يجعل حرية الفرد مشروطة بقدرته على كفاية نفسه. لقد استطاعت المؤسسة الطائفية اللبنانية تهميش التنظيمات المدنية المعاصرة، وفي لحظات الأزمة، وما أكثرها، تغلّب الولاء الطائفي على ما عداه. وسيكون من التجاوز أن نتحدث عن الدولة عندما يصبح لكل طائفة مصالحها وارتباطاتها الخارجية، أي سياستها الخارجية، ويصبح لديها جيشها الخاص "ميليشياتها"، وسيكون من العبث التنظير لـ"ديمقراطية توافقية" ما دام الأداء الواقعي أقرب إلى الإقطاع السياسي في العصور الوسطى. إن الدستور اللبناني نفسه يلغي علاقة الفرد/الدولة، فهو اتفاق طوائف، سواء في ميثاق 1943 أو اتفاق الطائف المعمول به حالياً، ولهذا فإن "الديمقراطية التوافقية" تتحرك وتنزاح وفق تغير موازين القوى بين الطوائف، ولا تتحرك وفق معايير الأداء الديمقراطي، بمعنى أنها ليست مرشّحة لأن تتجاوز أخطاءها.
ننطلق في مقاربتنا الواقع التعددي للمجتمعات العربية من أن الإقرار بالتعدد لا يعني التسليم النهائي بخصائصه البنيوية، ونفرّق بين الإرث الرمزي لكل جماعة وتحويل هذا الإرث إلى مشروع للدولة، خاصة أننا بصدد عصبيات تنتمي إلى ما قبل الدولة. ولا نعتقد أن العلمانية بشكلها الإيديولوجي تقترح حلاً ممكناً لهذه المجتمعات، وبالتالي نقترح إعادة ترتيب الأولويات الفكرية، وفي ظننا أن الواقع الحالي يطرح ثلاث مسائل مترابطة هي الدولة والحرية والديمقراطية. وقد احتلت المسألة الديمقراطية صدارة الاهتمامات العربية خلال العقد الأخير، وبدا هذا طبيعياً لأنه يقوم على التضاد من الأنظمة الاستبدادية القائمة. لكن المؤسف هو أن تبقى المسألة الديمقراطية أسيرة هذا التضاد، وبحيث تبدو، وبمعزل عن حمولتها الدلالية والواقعية، المفتاحَ السحري لحل مشكلة الاستبداد السياسي. والمؤسف أيضاً أن تتحول الديمقراطية، على أيدي بعض القوى السياسية ومفكّريها، إلى محض ذريعة للتغيير السياسي ومناكفة السلطات، في الوقت الذي تتعارض فيه البنى الفكرية لهؤلاء مع أسس الديمقراطية. وعلى وجه الإجمال نعتقد أن مطالب حركات المعارضة العربية تمحورت حتى الآن حول المطالبة بتحسين حال الحريات السياسية، ولم تصل إلى النقاش في صلب المسألة الديمقراطية، وهذا يتطلب الانتقال من مفهوم السلطة إلى مفهوم الدولة.
ونعود إلى التأكيد على أن مشروع الدولة، في جانب منه، يعني إعادة هيكلة المجتمع، وهذا ما يميز الدولة المعاصرة من أية سلطة أخرى. ولا نعني بذلك إعادة الهيكلة بشكل قسري، وإنما أن تشكّل الدولة البيئة القانونية والخدمية التي تسمح بالحراك الاجتماعي، ونزعم أن الأفراد ميالون إلى التخلص من الأطر الموروثة إذا أُتيحت لهم الحرية والحصانة الكافيتين. وننوه إلى أن الحرية تشترط التكافؤ أكثر مما تشترط المساواة، وهذا ما يٌترجم بقوانين مكافحة التمييز أو القوانين التي تتيح تمكين الأفراد والجماعات، الصغيرة منها أو المهمشة تاريخياً مثل النساء والأطفال. لقد توصل العالم إلى مجموعة من المعاهدات والمواثيق التي تخص حقوق الإنسان، ونعتقد أن هذه المواثيق تعبّر عن الجانب المدني للدولة المعاصرة، وعلى هذا ليس غريباً أن يتم انتهاك حقوق الإنسان من قبل السلطات الحالية، ما دامت أصلاً بعيدة عن مشروع الدولة. ونشير إلى مواثيق حقوق الإنسان لأنها الحد الأدنى الواجب توفره، وبلا تحفظات، في الدولة المعاصرة.
وفي الواقع إن تطور الدولة اجتماعياً يُقاس بمدى علوّ حقوق المواطن فوق شرعة حقوق الإنسان، ومع ذلك فإن المأمول من المجتمعات العربية هو فقط الإقرار بالحد الأدنى، وهذا بذاته يغني عن الكثير من الجدل حول مفاهيم مثل العلمانية، فما نحتاجه حقاً هو الإعلاء من شأن الحرية، وتحديداً الحرية الفردية. وغنيّ عن القول إن حرية الفرد السياسية لا تنفصل عن الإقرار بفردانيته على كافة الأصعدة، وبغياب الفردانية يصعب الحديث عن حرية الاجتماع السياسي. إن التحدي الملازم للديمقراطية هو بناء مجتمع الدولة، وهذا رهن بخلخلة المجتمعات العربية، وصندوق الاقتراع بمفرده لن ينجز دولة أو ديمقراطية، ما لم تتزامن معه النقلة الجوهرية، على صعيد المفاهيم والممارسات، وهي ببساطة من العصبية إلى الحرية.
كامل المقال

26 sept. 2007

A méditer



Des milliers de moines bouddhistes ont manifesté leur mécontentement face à des généraux déterminés à garder le pouvoir en Birmanie (50 millions d’habitants).
Ces jeunes moines qui manifestent depuis plusieurs jours ont subi aujourd’hui (mercredi 26/9/2007) la colère des généraux : des coups de matraques, gaz lacrymogènes et tirs à balles réelles en l’air.
Les moines n’ont pas brandi de banderoles où ils annoncent que « la solution est dans le bouddhisme. ( البوذية هي الحل )
Leurs mobiles n’étant pas dictés par des considérations tels que : Le bon Dieu sera fier d’eux et les récompensera par le paradis ou toute autre chose. Leurs mobiles se résument dans la déclaration de l’un des moines qui a dit :
« Nous continuerons nos marches, nous faisons cela pour le bien et la sécurité du peuple »
Nous voila en présence de religieux qui sont au service de leurs concitoyens et non au service d’un Dieu. Une leçon à méditer.

23 sept. 2007

من فضائل الشهر الكريم


ذكرت جريد ة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل في عددها 936 ليوم 22/9/2007 المعطيات التالية تحت عنوان أحوال الأسواق والاستهلاك والتوريد والتخزين خلا ل رمضان وقد جاء ما يلي
زيادة الاستهلاك الأسري خلال شهر رمضان تصل
في اللحوم 38% يعني ذلك بزيادة 380 كيلوغرام عن كل 1000كلغ
98% في لحوم الدواجن 98 % يعني بزيادة 980 كلغ عن كل 1000 كلغ
23 % البيض69 %للحليب
30 % الياغورت
400 % الأسماك المصبّرة قد يكون يقصد التّن والقرنيط
600 % للتّمور
ولمواكبة هذا الازدياد في الإقبال على الاستهلاك ذكرت الجريدة أنه يتم توريد60 ألف طن من البطاطا و40 ألف طن من لحوم الأبقار أسبوعيا
بالطبع لم تذكر الجريدة ازدياد الهرج والضجيج طوال ساعات الليل وأثر ذلك على الأطفال حيث أنهم الأكثر تضررا وذلك بحرمانهم من النوم في محيط يوفر الهدوء اللازم. فالنوم المتقطع يحرم الأطفال من سلوكهم العادي في اليوم الموالي حيث تظهر عليه علامات الإجهاد والعصبية والميل إلى السلوك العدواني. كما يتأثر التحصيل العلمي لأطفال المدارس والمعاهد خلال الشهر فالعملية التربوية تستدعي توفر جملة من الشروط حتى يتمّ إنجازها. إذ لا يكفي حضور جثة تلميذ جالس بمقعد يتثاءب و ليست لديه القدرة على التركيز والمتابعة نظرا للجوع والعطش المسلط عليه. فمع الساعة الواحدة بعد منتصف النهار يكاد يتحول إلى حالة من الإغماء. ففي هذا الشهر، زيادة عن الوضع الاقتصادي، يتحول المشهد التربوي إلى كارثة فعلية
فلا يمكن لعاقل وصف المشهد التالي على أنه عملية تربوية: كهل في حالة من الإعياء الشديد ذابلا وكل العمليات الفيزيولوجية بجسمه في وضع غير طبيعي بقاعة درس بها 40 طفلا بين الإغماء واليقظة
هذه الأوضاع الكارثية في جميع مناحي الحياة خلال هذا الشهر لا تمنع جريد ة الشعب وغيرها من الجرائد والقنوات الفضائية في المجتمعات "الإسلامية" بنعت هذا الشهر بالشهر المعظم والكريم والمقدس و الفضيل...إلخ و تذكرني هذه الأوصاف التي تطلقها كل رعية من رعايا هذا المجتمع الإسلامي ـ من المحيط إلى الخليج ـ بتمجيدهم من يتحكم في رقابهم ويسبب لهم الخراب بوصفه صاحب الجلالة، صاحب الفخامة، القائد البطل ،الزعيم الخالد، سماحة الشيخ ،...إلخ
نقول عن سلوكيات هذه المجتمعات بأنها لا عقلانية .ويتبادر للذهن: ما العمل ليتحول سلوكها إلى سلوك عقلاني؟
لأن السلوك العقلاني سيمكنها من اكتشاف أن رمضان كريم علي المجتمعات التي توفر لهم البطاطا واللحوم والتّمور والدواجن لتقليص البطالة وتنشيط الدورة الاقتصادية بالدول التي يقولون عنها، المسلمون الحقيقيون والناطق باسهم فيصل القاسم والقرضاوي بالجزيرة، الغرب المادي إذ لو لم يكن كذلك لما وفر لهم حاجياتهم الروحية من لحوم وحليب وبيض وطائرات يحجون على متنها لرمي الشيطان بالحصى وتقبيل الحجر الأسود.

21 sept. 2007

دفاعا عن القرآن


أثناء الهجوم الذي شنّه الفكر اليومي مؤخّرا من أجل الدفاع عن القرآن والإسلام ترددت عبارات: "ضد الإسلام"، "ضد القرآن"، "المس من مشاعر المؤمنين عديد المرات". وأقصد بالفكر اليومي الفكر المتداول والذي يعتقد أصحابه أنهم ليسوا في حاجة لأي براهين أو أدلة لمحاججة خصومهم. والفكر اليومي اكتسب بفعل الزمن من السلطة والوقار لدرجة أنه اكتسب مناعة لديها القدرة العجيبة لصدّ أي شكل من أشكال النقد والمراجعة.
فما هو المقصود بالقول : أنت ضد القرآن؟
أتثبت التجربة التاريخية أن مستعملي هذا السلاح يشبهون في سلوكهم سلوك نوع من الثعابين أثناء مطاردتهم لفريستهم . حيث يعمد الثعبان، و بأقل مجهود ممكن من تعطيل وظائف العضلات لمنع الفريسة من الحركة وذلك بتطعيمها شيئا من السم. ثم اللحاق بها بعد فقدانها كل شكل من أشكال المقاومة لافتراسها. فعبارات مثل "ضد القرآن، ضد الإسلام، المس من مشاعر المؤمنين" كلها تستعمل كأداة لشل قدرات الخصم المفترض وجعله في موقع مواجهة مع" كل المؤمنين" وتذكير هذا العدو المفترض بأنه يخوض حربا خاسرة لأنه "ضد الأغلبية الساحقة" والمطلوب ليس فقط الانسحاب مهزوما خائبا بل الاعتذار أو البحث عن تبرير من نوع "إنني لا أقصد كذا بل أريد أن أقول...". ونصبح في وضع تنقلب فيه الأدوار. فعوضا أن يبرهن المدّعي أو المدافع عن القرآن والإسلام بالبراهين والحجج لإثبات دعواه يقوم "المتهم" بالتدليل أنه ليس ضد القرآن وليس ضد الإسلام وحتى في صورة قيامه بذلك فإن المدعي الذي لم يثبت شيئا يصر على ما ادعاه ويعتبر نفسه في موقع قوة يؤهله مقاضاة الخصم والتشهير به.
لتقريب المشهد لنأت ببعض الشواهد من الوقائع اليومية فحين يقوم شخص بالدعاية لما مفاده ،مثلا، أن الله حكيم وذو شأن من الآيات التالية ، مستعينا بقدر كبير من التمثيل على الخشوع والرهبة من الله (وهي الوسائل التي أعطت أكلها مع السذج وأشباه العقلانيين)
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (الكهف71)
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً(الكهف 79)
وحين يستنتج شخص آخر من نفس الآيات ما يفيد لا عقلانية من قام بثقب السّفينة وأن هذا السلوك ليس فيه من الحكمة شيئ بل العكس هو الصحيح إذ لا يمكن حرمان البحارة من السفينة بدعوى أن ملكا وراءهم يريد اغتصاب السفينة. فالمعاقبون في هذه الواقعة هم البحارة وليس الملك فأن كانت هناك فعلا حكمة إلهية فقد كانت تقتضي إعطاب الملك وليس السفينة مصدر رزق البحارة. وصاحب هذا الاستنتاج يصبح ضد القرآن وعدوا للإسلام.
يعني أنه لكي لا تتهم بهذه االتّهم فعليك بمصادرة عقلك وعدم التفكير منطقيا فقد يكون الله عدوا للعقل والمنطق وفق هؤلاء. وحين تحاجج بعض المسلمين في تلك الزوابع التي يثيرونها حول رؤية هلال رمضان يحاججونك بأن ذلك ما ورد بالنص القرآني لكن حين تطالبهم بعدم ضرورة مكبرات الصوت أثناء أداء شعائرهم لأن النص لم يذكر شيئا عن استعمال المكبر تتهم بالزندقة وبالعداء للإسلام
فنظرا لأن هذا المسلم قد جرّد من عقله فلا يطرح المسألة من زاوية الجدوى أو الضرورة فلا السّنة ولا القرآن نص على ضرورة استعمال مكبر الصوت ولا يعتقد عاقل بان أداء هذه الشعائر دون مكبرات يقلل من شأنها أو أن الله سيجازي أصحاب المكبرات بأجر يفوق أجر الذين لم يستعملوا مكبرات الصوت. فهذا الموضوع محرم الخوض فيه وحتى بالنسبة لأصحاب المساكن المحاذية للمساجد، فموضوعيا، يعانون الويلات من هذه المكبرات وخاصة الرضع وكبار السن ولكنهم لا يجرؤون على طرح الموضوع لدى السلط المختصة في مقاومة الضجيج خوفا من اتهامهم بالعداء للإسلام أو بتهم شبيهة بذلك. في حين أن الموضوع لا علاقة له أصلا بموقف سياسي أو إيديولوجي بقدر ما له علاقة بسلوك مدني يقدر راحة المتساكنين.

القائل بأن القرآن ذكر الحقيقة العلمية التي تفيد أن الأرض كروية مبررا ذلك بالآية وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (النازعات79) يقع التهليل له ويصبح مرجعا وحجة لمقارعة" أعداء الله " بالرغم أن استنتاجه لا علاقة له بالنص وليس هناك ما يوحي البتة بكروية الأرض. فصاحب هذا التأويل العجيب بإمكانه اكتساب صفة المدافع عن الإسلام. أما أن يحاجج شخص آخر بالنص ومن خلال النص القرآني ذاته ودون تأويل أو تحامل فيتحول إلى عدو للإسلام ومعتد على مشاعر المؤمنين فالقول بالآية وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء 91)
فهذه الآية تثير اشمئزاز أي عاقل وحيرته. ألم يكن الله، باني السموات السبع والكرة الأرضية في أيام معدودات، بقادر على جعل مريم تحبل بالمسيح دون أن ينفخ في فرجها الذي أحصنته. هل أنه لتحبل امرأة لابد من المرور بفرجها؟ فهذا يعكس فقط التصور البدائي حول االكيفية التي تحبل بها امرأة فالله الذي بيده علم الماضي والحاضر والمستقبل لم يكن يدري أن امرأة بإمكانها الولادة دون المرور من فرجها و دون حيوانات منوية أصلا. إنه لا يمكن لي أن أحط من قيمة الله القادر عن كل شيء، عدا تخليص أمة الإسلام من الجهل، وهو بصدد النفخ في فرج مريم.

20 sept. 2007

رمضان والتخبط في التشريع



رمضان والتخبط في التشريع
كامل النجار
kannajar@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21


رمضان كان شهراً من شهور السنة العربية قبل ظهور الإسلام، فجاء الإسلام ولم يذكر شيئاً عن رمضان كما لم يذكر شيئاً عن الزكاة حتى انتقل محمد إلى المدينة بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة بمكة لم يصم بها أو يتحدث عن شهر رمضان. وعندما وصل إلى المدينة واختلط باليهود عرف أنهم يصومون عاشوراء، فسأل عن هذا الشيئ الغريب عليه فقالوا له إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنوده. ويومها قال محمد (نحن أولى بموسى منهم) فصامه وفرض على الناس صيام عاشوراء (ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص 36). ولنا هنا أن نسأل: كيف يكون المسلمون أحق بموسى من اليهود، وهو النبي الذي قد أرسله الله لهم؟ ولكن عندما نعرف أن المسلمين دائماً لهم الأفضل، يبطل العجب.
فمحمد لم يكن يعرف عن الصيام شيئاً وعندما عرف بيوم عاشوراء ظل مكتفياً بصيامه إلى ان نزل أكثر من نصف من سورة البقرة بالمدينة وعلى عدة سنين حتى نزلت الآية 183، وعلى أحسن الفروض في السنة الثانية للهجرة، لتخبر النبي (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وهذه الآية لم تحدد عدد الأيام التي يجب ن يصوموها أو عدد ساعات اليوم التي يصومها المؤمن. ولذلك بدأ محمد بالصيام ثلاثة أيام من كل شهر. ثم زادها إلى عشرة أيام من كل شهر ثم صار الصيام شهراً كاملاً عندما نزلت الآية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة 185). وحتى بعد نزول هذه الآية لم يجعل صيام رمضان واجباً على كل الناس إذ أعفى الأغنياء من الصيام عندما قال (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وإن تصوموا خيرٌ لكم) (البقرة 184). فإذاً الغني الذي يطيق أن يطعم مسكيناً كل يوم في رمضان لا يصوم إلا إذا أراد أن يتطوع خيراً. أما الفقير فعليه أن يصوم. والغريب أن الفقهاء يقولون إن الحكمة من رمضان هي أن يتعلم الغني كيف يجوع الفقراء ويحس بجوعهم وعطشهم. ولكن إذا كانت هذه هي الحكمة، فلماذا يصوم الفقير إذاً؟ فهو لا يحتاج أن يعرف ما هو الجوع لأنه يمارسه كل يوم في حياته
وحتى السنة الثانية من الهجرة لم يذكر النبي أي شيء عن نزول القرآن في شهر رمضان، خاصة عندما حكى للناس كيف جاءه جبريل في غار حراء وهو يتعبد، وقريش كانوا يتعبدون شهراً من السنة في غار حراء، ولم يكن ذلك الشهر رمضان. ولكن فجأة بعدأن نزلت آيات البقرة عن الصيام، جاءت الآية التي تقول (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان). ولما كنا نعرف أن القرآن نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزل كاملاً على محمد كما نزلت التوراة على موسى، جاء فقهاء الإسلام بقصص خرافية تحاول تفسير هذا الخلط العجيب في التاريخ، فقالوا إن الله أنزل القرآن كاملاً من السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا في شهر رمضان، وتحديداً في ليلة القدر. فإين هو بيت العزة هذا الذي يتكلمون عنه؟ ولماذا لم تجده أي مركبة فضائية حتى الآن؟ وحتى لو كان هذا البيت موجوداً، فلماذا الاستعجال في إنزال القرآن من السماء السابعة إلى السماء الدنيا إذا كان إنزاله إلى محمد سوف يستغرق ثلاثة وعشرين عاماً؟ أما كان الأجدر أن يحفظه الله في السماء السابعة حتى لا تسترق الشياطين منه شيئاً في السماء الدنيا؟ فالقرآن يقول رغم أنه حرس السماء الدنيا إلا أن بعض الشياطين كانوا يخطفون الخطفة الواحدة على عجل فتطاردهم الشهب وربما لا تصيبهم. (وحفظاً من كل شيطان مارد. لا يسّمعّون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كل جانب. دحوراً ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب) (الصافات 7-10).
والكل يعرف أن رمضان هو شهر من شهور السنة، أي علم لا يحتاج تعريفاً، كما الاسم محمد. ولكن في بعض الأحيان نحتاج أن نضيف التعريف إلى الاسم العلم، فأنا مثلا إذا قلت: محمد فعل شيئاً، فقد يسأل الناس: أي محمد تعني لأن الاسم محمد ينطبق على عدة رجال. وللتعريف بمحمد المقصود أقول: محمد الذي أتى بالإسلام. ووقتها يعرف الناس أني قصدت محمداً بن عبد الله. وكذلك الحال بالنسبة لرمضان، فلو قلت: رمضان، فالكل يعرف أني قصدت شهر رمضان الذي يتكرر سنوياً في التقويم العربي، ولا داعي للتعريف. ولكن عندما قال القرآن (رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فقد عرّف أي شهر وأي سنة قصد. فهو قد قصد ذلك الشهر الذي بدأت فيه رسالة الإسلام ونزل القرآن فيه على محمد. فإذاً القدسية والصيام خُص بهما شهر رمضان واحد، معيّن، دون كل شهور رمضان المتعاقبة.
ثم جاءت المشكلة المستعصية عندما سألوه عما يمتنعون في الصيام من غير الأكل والشرب؟ فكان القرار الأول أنهم يمتنعون عن النوم قبل الإفطار. فكان الرجل إذا جاء وقت الإفطار وكان متعباً ونام قبل أن يفطر لا يجوز له أن يأكل شيئاً ويستمر في صيامه بقية الليل واليوم التالي حتى مغيب الشمس. وشاءت الظروف أن رجلاً يُدعى قيس بن صُرمة الأنصاري كان يعمل في النخيل حتى قريب غروب الشمس وجاء منزله وقال لزوجنه: أعندك طعام أفطر به؟ فقالت له: لا. ولكن أنطلق فأطلب لك طعاماً. فغلبه النعاس وهو منتظر. وعندما رجعت زوجته ببعض الطعام وجدته قد نام، فقالت له: خيبةٌ لك. فصام بقية ليلته ومنتصف اليوم التالي فغشي عليه وذكر ذلك للنبي، فأنزل الله (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
وروى البخاري عن البراء أنه لما نزل صوم رمضان كان غير مسموح لهم الاقتراب من نسائهم طوال شهر رمضان. وقال آخرون إنه كان مسموحاً لهم بعد الإفطار على شرط إلا ينام الرجل أو المرأة قبل الجماع. فإذا نام أحدهما ثم أفاق بالليل فلا يمكنه مجامعة الزوج. وكالعادة جاء عمر بن الخطاب بالحل. فقد كان يسمر مع رسول الله بعد الإفطار وعندما رجع إلى بيته أراد أن يجامع زوجته فقالت له: إني نمت. فحسب هوأنها إنما تتمنع عليه فوطئها. وجاء رسول الله في اليوم التالي وقال له: أعتذر إلى الله وإليك، فإن نفسي زينت لي فوقعت بأهلي، فهل تجد لي من رخصة؟ فقال له الرسول (لم تكن حقيقياً ياعمر). وهذا يعني أنه لم يجد له رخصة فيما فعل، فرجع عمر إلى أهله مهموماً. فلما بلغ بيته أرسل إليه محمد وأنبأه أن الله قد عذرة بآية من القرآن، وهي (أُحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كب الله لكم (البقرة 187). ويتبادر إلى الذهن سؤال بديهي: ألم يكن الله يعلم مسبقاً عندما أصدر الأوامر إلى رسوله بمنع الجماع في شهر رمضان أن المؤمنين سوف يختانون أنفسهم لأنهم لم تكن لهم أي وسائل ترفيه بالليل غير الجنس؟ وإذا علم الله مسبقاً، كيف يصدر قانوناً بعكس طبيعة البشر ويتوقع منهم اتباعه، والمثل العامي يقول: إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع؟ وتأكيداً على تحريم الجماع في رمضان يقول القرطبي في شرح الآية (لفظ " أُحل" يقتضي أنه كان محرماً قبل ذلك ثم نُسخ.)
فهل من المعقول أن يحدث كل هذا التخبط في فرض عبادة من الأهمية بحيث جعلها محمد ركناً من أركان الإسلام؟ المنطق يخبرنا أن هذا التشريع لو صدر من إله عالم لما مر بكل هذه الخطوات التى لا يمكن للبشر اتباعها. فإما أن الآيات من عند إنسان يتعلم بالتجربة، أو أن الإله الذي أصدرها لا يعلم الغيب.
ثم جاءت المشكلة الكبرى، ألا وهي معرفة بداية ونهاية شهر الصوم. فجاءت الآية (من رأى منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة 175). ومن البديهي أن يعتمدوا على رؤية الشهر بالعين المجردة في تلك الأيام لمعرفة بداية الشهر ونهايته. وما دام الله أراد بالناس اليسر ولم يرد بهم العسر، ونحن نستطيع الآن أن نحسب بالدقيقة والثانية وقت ظهور الهلال، فلماذا لا يتفق فقهاء المسلمين على الاعتماد على علم الفلك ليحدد لهم بداية الصيام ونهايته تفادياً لكل هذا التخبط في رؤية الشهر؟
ولأن الله أراد اليسر فقد صح عن النبي: أن الذى يُفْطِرُ به الصَّائِمُ: الأكلُ، والشربُ، والحِجامة والقئ، والقرآن دال على أن الجِماعَ مفطر كالأكل والشُّرب (ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص 31). فالرسول قد حدد أربعة أشياء تُفطر الصائم، وقد نفهم أن يبطل الأكل أو الشرب الصيام، ولكن كيف يبطل القيء الصيام. فالشخص الذي يتقيأ يخرج من معدته سوائل ولا يُدخل سوائلاً إضافية إلى جسمه، فكيف يبطل هذا صيامه؟ هل الفقير ممنوع من التقيء حتى نقول للغني يجب ألا يتقيأ حتى يشعر بما يشعر به الفقير؟ والشخص عندما يحتجم يفقد من جسمه دماً عندما يفصده الحاجم. فكيف يبطل فقدان الدم الصيام؟ ولكن الفقهاء الذين لم يكدوا يوماً في حياتهم لكسب قوتهم كان لابد لهم من مليء فراغهم، فأتوا بمحظورات ما أنزل الإله بها من سلطان. يقول ابن القاسم الذي كتب مدونة الإمام مالك (وسألت مالكا عن الرجل ينظر إلى أهله في رمضان على غير تعمد فيمذي (قال) أرى أن يقضى يوما مكانه (قال مالك) وقد كان رجال من أهل الفضل ممن مضى وأدركناهم وانهم ليجتنبون دخول منازلهم نهارا في رمضان خوفا على أنفسهم واحتياطا من أن يأتي من ذلك بعض ما يكرهون) (المدونة لمالك بن أنس، ج1، ص 199). ليتني أعرف هذا الرجل الذي ينظر إلى زوجته وهو صائم فيمذي لأهديه وسام الفحولة. هل تتغير زوجة الصائم إلى حورية في رمضان؟
ثم بدل اليسر الذي تقول به الآية، طلب الفقهاء العسر المستحيل فقالو (ما قول مالك فيمن بلغ وهو مجنون مطبق فمكث سنين ثم أفاق (فقال) قال مالك يقضى صيام تلك السنين ولا يقضى تلك الصلاة) (نفس المصدر، ص 208). هذا مع العلم بأن القرآن يقول (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) (التوبة 91). فلماذا يقضي المجنون صيام سنين وهو ليس مسؤولاً عن جنونه؟ فالمجنون لا يتحكم في عقله كما لا يتحكم الطفل قبل البلوغ، فهل يقضي الرجل صيام السنين التي كان طفلاً بها؟
وكان لابد أن يقول الفقهاء شيئاً عن المرأة وعورتها في رمضان، فقالوا إن المرأة المستحاضة، أي التي لا يتوقف عنها الدم لفترة طويلة، إذا أرادت الصلاة فإنها تؤمر بالاحتياط في طهارة الحدث وطهارة النجس، فتغسل فرجها قبل الوضوء والتيمم إن كانت تتيمم وتحشو فرجها بقطنة أو خرقة رفقاً للنجاسة أو تقليلاً لها، فإن كان دمها قليلاً يندفع بذلك وحده، فلا شيء عليها غيره، وإن لم يندفع شدت مع ذلك على فرجها وتلجمت، وهو أن تشد على وسطها خرقة أو خيطاً أو نحوه على صورة التكة، وتأخذ خرقة أخرى مشقوقة الطرفين فتدخلها بين فخذيها وأليتيها، وتشد الطرفين بالخرقة التي في وسطها، أحدهما قدامها عند صرتها، والآخر خلفها، وتحكم ذلك الشد وتلصق هذه الخرقة المشدودة بين الفخذين بالقطنة التي على الفرج إلصاقاً جيداً وهذا الفعل يسمى تلجماً. أما إذا كانت صائمة، فتترك الحشو في النهار وتقتصر على الشد (فتاوى النساء للشعراوي، ص 453). ففي غير رمضان تُلجم المرأة فرجها كما نلجم الحصان، وتحشوه، أما في رمضان فتكرم عليها الفقهاء وسمحوا لها أن تترك الحشو وتكتفي باللجام، لأن حشو الفرج يُفطر الصائمة (لا نعلم إذا كان القطن بالفرج يُشبع المرأة جنسياً أم فعلياً، حتى يُفطرها). هذه النصيحة من فقهاء الإسلام تُثبت مدى تحجر عقولهم. أتى هذا الحكم في الطبعة الرابعة لكتاب الشيخ الشعراوي المنشور سنة 2001م، وحتى في هذا العام من القرن الحادي والعشرين لم يسمع شيوخ الإسلام بالحفاض الصحي الذي تستعمله النساء وقت العادة، ولم يسمعوا بالتامباكس Tampax فأصروا على لجام الفرج.
وإذا أخذنا الحكمة من الصيام، وهي الإحساس بالجوع والعطش تعاطفاً مع الفقير، نجد أن المسلمين لا يلتزمون بروح التشريع ويملؤون بطونهم بأكثر مما كانوا يفعلون في بقية شهور السنة، فنجد مثلاً (أن القطريين رصدوا 650 مليون ريال لإنفاقها في رمضان، وان استهلاك الخضار والفواكه يتضاعف إلى 600 طن يوميا والأغنام إلى 3 آلاف رأس صباح كل يوم. ولو علمنا أن قطر هي من اصغر الدول، عربيا، وإسلاميا، لعلمنا الحجم الرهيب لما يستهلك في رمضان من مواد غذائية، وغير بعيد عن ذلك ما أعلنته شركات اللحوم والدجاج في الكويت أنها استعدت لشهر رمضان بشكل جيد وقامت باستيراد، وليس بإنتاج، كميات أكثر من المعتاد لمواجهة الطلب المتزايد في هذا الشهر على اللحوم. ) (أحمد الصراف، القبس الكويتية، 18/9/2007). والدليل على صدق ما ورد هو أن الغالبية من الصائمين في الخليج يزداد وزنهم بنهاية شهر رمضان. فهل رأيتم فقيراً يزداد وزنه مع الصيام؟
وطبعاً لم يفت على جماعة الإعجاز العلمي في القرآن أن الصيام يعالج أو يمنع عدداً كبيراً من الأمراض، كما يزعمون. ولا حقيقة في هذا الزعم. فالصيام يعرض حياة مرضى السكري إلى الخطر، ويزيد من أمراض الكلى ويضاعف آلام من يعاني من قرحة بالاثني عشر وكل من يعاني من أمراض تحتاج إلى تناول الدواء ثلاث أو أربع مرات باليوم.
وأخيراً إذا كان الصيام به كل الفوائد التي يزعمون فلماذا يجبرون الناس عليه ويمنعون المطاعم والمقاهي من العمل أثناء النهار؟ ولماذا يعاقبون المرضى الذين سمح لهم القرآن بالإفطار وحتى غير المسلمين الذين لا يجب عليهم الصيام؟

18 sept. 2007

الشريعة في تركيا؟


إنه على سفر




Abdullah Gül est un mauvais musulmanLe soi-disant (sozde) islamiste, Abdullah Gül a surpris tout son monde cette semaine. Au cours du premier jour du jeûne du mois de Ramadan, alors qu’il se trouvait en visite à Siirt, dans les provinces kurdes du Sud Est anatolien, il a avalé un verre d’eau, en public. (Voir la vidéo ), avant d’aller déjeûner (iftar) avec les soldats de la garnison voisine. Un choc pour ceux qui lui collent une étiquette de musulman radical et intransigeant. La presse turque, feignant la naïveté, a commenté le geste comme un “oubli” du président de la République. Un oubli plutôt suprenant pour quelqu’un qui représentait il y a peu une menace pour la laïcité!Le geste, forcément calculé d’Abdullah Gül pourrait plutôt être un petit message de souplesse. Pas aussi radical qu’Habib Bourguiba, le “guide” tunisien, buvant un grand verre de jus d’orange à la télévision en plein Ramadan en 1958. Gül n’a pas non plus commandé un “duble” au bistrot du coin… Mais pour un peu, la bonne société turque lui reprocherait presque de ne pas avoir respecté les croyances de ses concitoyens… Une tempête dans un verre d’eau.L’an dernier, Recep Tayyip Erdogan avait fait un malaise dû à une hypoglycémie alors qu’il respectait strictement le rituel. Pour les plus zélés, avaler un verre d’eau avant le coucher du soleil, voire sa salive est une rupture du
فوز حزب تركي ،ذو أصول، إسلامية أثار شهية الإسلاميين في المنطقة العربية أو "الإسلامية"للفوز بالسلطة .فلم يتردد كتّابهم ودعاتهم
في استثمار ما وقع بتركيا .فلدى الإسلاميين براعة فائقة في انتقاء الأحداث وتطويعها لأجل الاستثمار السياسي ولو كان ذلك على حساب الحقيقة في شهرهم المقدس الذي يدعون فيه غيرهم من الناس لاحترام فضائل الأخلاق .فالشيخ راشد الغنوشي يشكر الله أن أطال عمره ليدرك موسم الغنائم" فالحمد لك ربنا على ما تفضلت به علينا وأنعمت، فمددت في أعمارنا حتى أدركنا موسم الغنائم"(تونس نيوز).ومن هذه الغنائم بالطبع" حقق الإسلام انتصارا مدويا على الاستئصال العسكري العلماني في واحدة من أقدم وأشرس قلاعه: تركيا، حيث يتبوأ لأول مرة في تاريخ الجمهورية رئيس إسلامي بعد ثمانين سنة من القمع والتغريب والضياع"والشيخ راشد الغنوشي وهو كبيرهم الذي علمهم التلاعب بالحقائق والقفز عن الوقائع يدرك جيدا أن الحزب الذي يقول عنه إسلامي لم يكن من ضمن حملته الانتخابية
أوّلا: مراجعة العلاقات المتطورة بإسرائيل
ثانيا: موضوع جلاء القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في تركيا أصلاكما أن أولويات هذا الحزب هو ربط تركيا بأوربا ويقدم تلوى الآخر للانضمام للاتحاد الأوربي
يعني أن الحزب الحاكم حاليا في تركيا على خط نقيض لكل ما يقول به إسلاميو المنطقة العربية الذين يسترزقون من شعار القضاء على إسرائيل وإعادة فلسطين التي هي وديعة في أعناق المسلمين. أما أصلهم التجاري المربح جدا فهو العداء للغرب المتآمر على الإسلام بمعية الصهيونية في حين أن حزبهم الذي يناصرونه في تركيا يتقرب للغرب ويربط مصير تركيا بمصير الغرب. فهم الشيخ التعبئة والتحريض وليس الحقائق والمعطيات ويتضح ذلك من قوله" وليس المغرب معزولا عن هذه الرياح العاتية، ولا عجب أن تنفخ تلك العواصف في أشرعة إسلامييه"بما أننا غير معزولين عن هذه الرياح العاتية نسأل شيخنا هل سيتخلى إسلاميو المنطقة العربية ،وهو ما فعله إسلاميو تركيا ،عن عدائهم لفصل الدين عن الدولة وعن أصلهم التجاري الذي يرتزقون منه "الغرب غرب والشرق شرق والإسلام هوالحل." وهل سيقوم أحد زعامائهم ،مثل ما فعل عبد الله غول الذي أعجب به الشيخ، من تناول وجبة غذاء في الشهر الفضيل.حتى يكون الشيخ راشد متناسقا مع ما يحمله من "أفكار"فليتجه صوب المحاكم الإسلامية وبراقع أفغانستان و ملالي إيران الذين لايمدون أيديهم للتسليم عن النساء في البروتوكلات الرسمية(فالنساء لزواج المتعة فقط) ويغادرون موائد العشاء التي بها خمر أما أن يستثمر ما يقع بتركيا فهو عين النفاق. أو ليفتي لنا الشيخ بأن السيد غول كان على سفر وهو ساهر على تطبيق الشريعة حرفيا.

يحسبون أنهم يحسنون صنعا


في مقالي السابق " شهر العبادة والتقوى" حاولت تبيان كيف أن شخصا يصادر عقله بنفسه ويصرّ على ذلك.وإن كنت مناهضا عنيفا لمصادرة العقل فذلك لأن هذه المصادرة تشجع كل أنواع الشعوذة على الازدهار والانتشار وتسمح لمئات الجهلة والذين يقولون عن أنفسهم متضلعين في الدّين من نشر خرافات وأقاويل لا صلة لها بالنص القرآنيفقد تأسس خطاب، بالتوازي مع النص القرآني، يلوي عنق النص ولا يستشهد به ولا يستقي حججه منه بل يحاججك البعض بمسلمات سمعها وقيلت له ولا يعرف لها مصدرا وأغلب هؤلاء لم يقرؤوا القرآن ولو مرة واحدة في حياتهم .وتنحصر كل مكتسباتهم حول الدّين في بعض ما استمعوا له من الدجالين بقنوات البترودولار و المسلسلات التي تمجد الإسلام وزعماء الإسلام الذين اكتسبوا صفة الزعامة عن طريق توحشهم وفضاضتهم في قتل معارضيهم مثل خالد بن الوليد أو معاوية في قتله للحسين بن عليوأذكر من ذلك نقاشا مع أحد هؤلاء حول طرد الله لآدم من الجنة حيث قال أن الجنة التي أطرد منها آدم ليست بالجنة التي وعد بها الله المؤمنين.فقلت وما دليلك في ذلك وأحظرت له كتاب القرآن. فقال أنه لا يذكر أين قرأ هذا التفسير. فقلت هذا ليس بتفسير هذه حكاية أخرى وأتيت له بالتوراة ليجد التفسير الذي قال عنه. فأغلب ما ينعت أنه تفسير للنص القرآني نقله المتضلّعون في الدين عن التوراة حرفيا ولا علاقة له بالنص بل لا يمنعهم القول بأن التوراة محرّفةفالقول بأن شهر رمضان مقدس يجرنا لمعرفة من أين يستمد قدسيته؟ فقد ذكر بالقرآن "الأرض المقدسة" "والوادي المقدس" أما رمضان أو الصيام فلم يرتبط قط بالقدسية فقد ارتبط فقط بالعقاب
وحين تعرضت في مقالي المذكور لعلاقة العقاب برمضان، فوجئ بعض المعلّقين بذلك واعتبروه تأويلا. يعني أن هؤلاء الأشخاص يتمسكون بتأويل خاص جدا بهم لا يستند للنّص ولا قرائن تؤيد تأويل "هم" وحين تجابههم بما يقوله النص حرفيا يقولون إنه تأويل. فقد علق أحدهم قائلا"قل هل ننبّئكم باﻷخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا"يا أخا العرب، هل يعني أنه يجب أن ألوي عنق النص القرآني وأقول أن شهر الصيام مقدس في حين ليس هناك آية واحدة تدل على ذلك أو أقول أنه مفيد للصحة فلا القرآن قال بذلك ولا العلم الحديث ولا القديم .الأخسرون أعمالا هم من قوّلوا القرآن ما لم يقلهفحين يقول القرآن بعدم الصيام أثناء السفر، فذلك لعلمه أن السفر يستدعي مجهودا والصائم يفتقد لذلك المجهود بفعل الصيام. إذا فالأعمال التي تستدعي مجهودا يعيقها شهر الصيام. لم يذكر القرآن الأنشطة الأخرى لسبب بسيط أن النشاط الرئيسي بالجزيرة العربية هو السفر والتّرحال أثناء فصول محددة وبالتالي لديهم الوقت الكافي للتعويض. لكن منذ ذلك التاريخ ظهرت أعمال أكثر مشقة من السفر كالعمل بمناجم الفحم أو الحديد أو الفوسفات وقيادة الشاحنات الثقيلة بين القارات وأشغال البناء بالعمارات وأعمال أخرى كثيرة منها أعمال غاية في الدقة تستوجب تركيزا هائلا كالمخابر الطبية أو أماكن البحث العلمي في ميدان الذرة وغيرها إذ لا يمكن لأصحابها القيام بالصوم وليس لديهم مجالا للتعويض
فالعالم لم يبق على صورة الجزيرة العربية القاحلة التي بها نشاط واحد: السفر. فالسفر كان شاقا في الماضي ولم يعد كذلك بفضل العلم وما وفره من إمكانيات للسهر على راحة المسافرينأما التعليق الثاني"أنت ممن يصح فيهم قولمن تمنطق تزندق، و من تزندق رمي في النار"و بما أنك "تتقن" التحليل أو بالأحرى تحلل المسائل "بشكل عقلاني"، فإنك ستعرف مكانك أينإن اعتبار النشاط الفكري بشكل عام والاشتغال على المنطق بشكل خاص جريمة هي من مآثر "الفكر" العربي الإسلامي وقد دفع ابن رشد وغيره ضريبة باهظة. فلا زال العقل الخرافي الذي يحكمه من جهة الطمع والجشع للظفر بغنيمة حور العين والغلمان والفاكهة واللّحم الشهي والأرائك المبثوثة، ومن جهة أخرى الإرهاب بأنه سيصلى نار ذات لهب وسيبدّل جلده عديد المرات ليذوق العذاب، ما زال هذا العقل يرسي بضلاله على خير أمة أخرجت للناس.و قد بلغ البؤس الفكري ذروته في تعليق يعتبر علماء الدّين (و لا أعلم أي علم لديهم) بمثابة الأطباءفالقرآن والسلوك اليومي للصائمين ،في عصرنا الحاضر، يثبت أن الصيام عقوبة فلماذا يكابر البعض ويراوغ لنفي ذلك؟لماذا ليس لديهم القدرة على التعاطي مع الأشياء كما هي؟ أعتقد أن السبب بسيط وقد أدركه القرآن منذ أمد بعيد :إنه النفاق إنها مجتمعات لديها كفاء ة وحيدة وهي تطوير النفاق. فتجدهم يعانون ويلات الحرمان من الماء ومن الغثيان وعدم التركيز ويترقبون بكل لهفة انزياح شهرهم المقدس ويحتفلون بنهايته وليس ببدايته ورغم ذلك يقولون إنه مقدس ومبارك ونافع للصحة والمعدة. فهو شهر تتعطل به الحياة العادية ويضطر الناس إلى التعويض عن ذلك بحياة ليلية عوضا عن التي حرموا منها خلال النهار ولكن يقولون إنه شهر النشاط. تجده أحدهم نائما بعمله مكفهرّ الوجه عبوسا وفي الآن نفسه يمجد فضائل الشهر المقدس.فالويل لهم من ربهم الذي له دراية واسعة بالنفاق.فهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا

شهر العبادة والتقوى؟


في حديث دار بيني وبين شخص، قال أنه يدرّس الفلسفة، بالمعاهد الثانوية حول موضوع التّبني في الإسلام قال محدثي "إن التبني محرّم في الإسلام لأن من شأن ذلك المحافظة على عدم اختلاط الأنساب ". فسألته عن المغزى من ذلك آملا أن يحلل المسالة بشكل عقلاني باعتبار أن الفلسفة تحاول دائما الذهاب في طرح الإشكاليات وفق أقصى مدى ممكن ومعالجة إشكالية تثير عديد الإشكاليات. ففوجئت بهذه الإجابة "لأن ابن قيم الجوزية (تتلمذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ) قد قال بذلك. فقلت له أولا: إن التاريخ الفعلي للمجتمعات التي بها قانون ينظم عملية التبني وهي أغلب المجتمعات ومنها المجتمع التونسي لم تلاحظ ، ومنذ مئات السنين ، اختلاطا في الأنساب ولم ينجر عن التبني أي مشاكل تذكر بل بالعكس فقد قدم خدمات لآلاف الأطفالثانيا :لماذا تصادر عقلك بنفسك؟ فأنت بإمكانك، اعتمادا على إمكانياتك الذهنية، تأسيس فكرة وبلورة رأي خاص بك حول هذا الموضوع وذلك باستقراء الوقائع والنص القرآني. فرد قائلا "هذه مسائل تتطلب متضلعا في أمور الدين والفقه فقلت "مهما كان ابن القيم متضلعا فكمَّ المعارف التي تنهل منها في 2007 لم تتوفر لابن القيم منذ قرون وأنت لديك الإمكانية العقلية والمعطيات الموضوعية لتؤسس موقفا أقرب إلى الحقيقة من أي شيخ أو فقيه يقال أنه متضلع" حول أي مسألة كانتإن مصادرة بعض الناس لعقولها والالتجاء إلى مسلمات و"حقائق" تنسبها في أغلب الأحيان إلى أناس يعتقدون أنهم أكثر منهم معرفة وقدرة على فهم الأشياء. ومن مظاهر هذه المصادرة للعقل أن يحاججك بعض خريجي الجامعات بحجج لقنت لهم منذ كانوا أطفالا بالمدارس الإعدادية.وأذكر من ذلك "إن الصيام يمكّن المسلم بأن يحس بجوع الآخرين مما يدفعه إلى التصدق عليهم" لكن ألا يكفي جوع يوم واحد أو يومين للإحساس بالجوع؟ لماذا شهرا كاملا؟ و الجياع بطبعهم العارفين بويلات الجوع ما ضرورة صيامهم؟ والذين يريدون الذهاب أكثر في عقلنة ما لا يمكن عقلنته يقولون"صوموا تصحّوا" ويستضيفون أطباء في برامج تلفزية للحديث عن الفوائد الصحية للصومإن كانت هناك فوائد صحية لشهر الصيام الإسلامي لماذا لم يدرج في برامج التعليم بكليات الطّب كعلاج؟ لماذا لم يعتمد الصيام في البلدان التي تقدَّم فيها البحث الطبي؟ خلال هذه الأيام قرأت بعديد المواقع والجرائد عن احتجاجات كثير من الناس عن خروج شهر رمضان عن أهدافه. فما هي أهداف شهر رمضان؟ يقول البعض أنها التقوى والعبادة للتقرب لله عز وجل. فهذا مجرد اجتهاد منهم ومن شيوخهم. فإله الجزيرة العربية قدّم على صورة أعرابي قاس غليظ القلب لا يعرف الرحمة وسلاحه التهديد والوعيد وتقديم الله بالصورة التي يقدّمه بها القرآن يعد اعتداءا على الله ذاتهلنر ما الحكمة من سنّ إله الجزيرة العربية شهر الصيام؟اعتمادا على النص القرآني مع مراجعة جميع الآيات التي ذكر بها الصيام أو شهر رمضان أو ما له علاقة بذلك لانعثر عل كلمة واحدة تفيد أنه شهر العبادة والتقوى أو انه علاج لأي شئ او انه يعلّم الصبر والأخلاق الحميدة بل كل ما ذكره النص القرآني واضح وليس في حاجة لأي شكل من التأويل أو متضلع ليقوم بشرحه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ من سورة البقرة 185لاتشير هذه الآية لأي جدوى من الصيام كالعلاج من شيء أو غير ذلكشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة185من هذا القول نستنتج أن رمضان لا يمكن أن يكون علاجا لأنه لو كان كذلك لأجبر على صيامه المريض قبل المعافى كما أن الصيام يعيق النشاط العادي للبشر لأنه من كان على سفر معفى وعليه تعويض ذلك.بل أكثر من ذلك حيث الاعتراف الصريح بأنه عسير.الصوم كعقوبة أو كفارة ويتضح ذلك منوَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا النساء 92فصيام شهرين تعويض عقاب بعقاب آخر وفي علاقة بجريمة القتللاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ تَشْكُرُونَالمائدة89وهنا يظهر ككفارة يعني أنه لم يخرج من صفته كعقوبةيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ المائدة 95"أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره" مرة أخرى كعقوبةوَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌفَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ المجادلة 3و4في جميع الآيات التي ذكر بها الصيام فقد ظهر كعقوبة. فإن أردنا عقلنه سن هذه العقوبة لمدة شهر من كل سنة في مجتمع الجزيرة العربية سنقول أن هذا الشهر هو بمثابة تمرين لذلك الأعرابي لتعويده على الصيام ليتمكن من أدائها كعقوبة في صورة قيامه بجريمة في حق مسلم بالطبع

حقوق المرأة في الإسلام


التطور الذي بلغته المجتمعات الحديثة هو نتاج أو محصلة النشاط الإنساني في مختلف الحقول. ولا يمكن لحقل من الحقول التطور دون أن يؤثر على بقية الحقول ويضع إشكاليات أخرى للبحث والتدقيق. لم تساهم كل المجتمعات بنفس القدر في التطور الحاصل كما أنها لم تستفد بنفس القدر من نتائجه. فكثير من البلدان الإفريقية لا تزال تعاني من أمراض وبائية ومن سوء التغذية والمجاعةإن التطور الذي فرض نفسه في حقول الصحة والنقل والاتصالات وغيرها حتم تطورا في مجال علاقة الفرد بالفرد وعلاقة الفرد بالدولة. فالعلاقات التي تحكم الفرد بالمجتمع وتحكم بين مختلف المجتمعات تنظمها جملة من القوانين والمبادئ المواكبة للتطور الحاصل. فجملة القوانين والمبادئ وجدت ليس بغرض كبح جماح هذا التطور بل من أجل إزاحة التعقيدات الطارئة الناتجة عن هذا التطور وتنظيم عملية التواصل لمختلف الأطراف المساهمة. فقانون الطرقات كان ضرورة من أجل تنظيم حركة السير وليس بعقوبة لمستعملي السيارات أو لصانعيها. يعني أن قانون الطرقات كان الإجابة المنطقية والمعالجة العقلانية لوضع نشأ في علاقة بصناعة السيارات واستعمالها. فلا يمكن لإنسان عاقل محاججة الرومان أو الفراعنة بانعدام قانون للطرقات لديهم. كما أنه من الغباء البحث في تراث الفراعنة لتأويله من أجل إثبات أنه كان لهم قانون للطرقاتأن ما يقوم به أصحاب شعار الإسلام هو الحل شبيه بالبحث عن قانون للطرقات لدى الفراعنة. جزء كبير من الإسلاميين المعاصرين لا يجدون أي حرج في مقاومة كل شكل من أشكال التطور الحاصل ويدعون للتمسك بالسنة والقرآن وحتى ملابسهم وسلوكهم ونظام غذائهم يحاولون قدر المستطاع استنساخ ما بلغهم عن العصر الذي يقولون عنه أنه ذهبي أو صحيح لإعادة إنتاجه كما كان. فهؤلاء يترجمون مقولة صالح لكل زمان ومكان بإلغاء بعد الزمن. أما المكان فلم لم يجدوا لحد اللحظة له حلاّ. كما اكتشف اينشتاين أن الزمن يتمطط فقد اكتشف طالبان أن الزمن ينكمش فأسسوا دولتهم التي حرّموا بها الموسيقى والتعليم عدا تعليم القرآن. والفكر الذي أسس لهذه الدولة وافد من الجزيرة العربية عبر المدارس القرآنية التي بناها أثرياء البترول بباكستان ابتغاء مرضاة الله. فأفغانستان البلد الفقير وطبيعته القاسية والأمية التي تقارب نسبة المائة بالمائة شبيهة أوضاعه بأوضاع الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي لذلك فالوقت قابل للانكماش بأفغانستان لكن البترول يقاوم هذا الانكماش في الجزيرة العربية. أموال البترول الباحثة عن التكفير عن ذنوبها وجرائمها في حق شرع الله في بلاد الله ومقره طالت مصر وشمال إفريقيا بنشر المساجد وبعث الجمعيات "الخيرية" ثم عشرات الفضائيات التي تعرف بخطر الإنسان على وجود الله.هذه البلدان تختلف أوضاعها عن أفغانستان وبها تاريخيا مقاومة" لنظرية" انكماش الزّمن فولدت نظرية جديدة :تمطيط القرآن والسنة لمواكبة الزمن وكان من نتائج ذلك: حقوق الإنسان في الإسلام،العلاقات التجارية في الإسلام،العلم في الإسلام،حقوق الطفل في الإسلام،حقوق المرأة في الإسلام ،الديمقراطية في الإسلام...إلخ.الغالبية تلجأ الى توفيق اصطناعي بين مكتسباتهم المعرفية المعاصرة حول حقوق الإنسان وطموحاتهم حول مايجب أن تكون عليه ديانتهم. فيجهدون أنفسهم لإثبات ما يعتقدونه صحيحا وذلك بالاعتداء على قداسة النص القرآني. فهم يعيشون ثنائية مطالبة الغير باحترام مقدساتهم وفي الآن نفسه يرفعون عنها كل شكل من أشكال القداسة من حيث أن النص المقدس يصبح قابلا لكل أشكال التغيير والتأويل والإيحاء. ويصبح القرآن دستورا لدولة معاصرة وفي الآن نفسه نصّا مقدساسأتعرض فيما يلي لما تعنيه "حقوق "المرأة في النص القرآني. لعل هذه من أكثر المسائل ووضوحا باعتبار حضور المرأة في مجتمع قبلي بدوي. فمسألة المرأة كانت من القضايا التي يستفتي فيها الناس زعماءهم .فالمسائل التي طرحت لا علاقة بها من قريب أومن بعيد بمسألة الحقوق من عدمها ولعل التاريخ المعاصر يؤكد أن المجتمع الذي يقال عنه أنه طرحت به قضية الحقوق لا يزال أشد المجتمعات تحجرا وانغلاقا ومقاومة لمنح المرأة الحقوق بالفهم المعاصر. لو أن الحاكم الحالي بالجزيرة العربية وعديد البلدان الإسلامية الأخرى قرر منح حقوق المرأة كما يقتضيه الفهم المعاصر في أبجدياته في سنة 2007 كقيادة السيارة أو السفر دون محرم أو اختيار الزوج الملائم بها أو الخروج دون الرّداء الأسود أو قسمة الإرث بالتساوي...إلخ لقامت ثورة ضده ومثلوا بجثته. فكيف يمكن لعاقل أن يتخيل ولو للحظة أن القرآن والسنة لا يناقض الحقوق المعاصرة للمرأة.سيكون ذلك منطقيا في حال إثبات أن المجتمعات التي قبلت بحقوق المرأة حين ظهر القرآن قد رفعت إلى السماء أو انقرضت مثل الديناصورات وحلّ مكانها مجتمع يختلف كليا عن الذي انقرض و لا يؤمن بهذه الحقوق سواء كان رجلا أو امرأةفالقرآن وليد بيئة محددة وتحدث عن المرأة كما يريدها ذلك المجتمع ويقبل بها .لم يأت القرآن ليدخل في حرب مع أولائك الأعراب بل حد ثهم بما يشتهون وما يمكن القبول به في ذلك المجتمع ووفق تلك الشروط. يعني أن القرآن لم يحدّد سلوك الناس بنص غريب عنهم بل صاغ سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم لإلزام أكبر عدد ممكن من القبائل الالتزام بها علما أن المشكل كان أساسا مع رئيس القبيلة فالفرد لا يوجد فإن دخل رئيس القبيلة أو العشيرة الإسلام تدخل القبيلة أو العشيرة كلها.. والمرأة في الجزيرة العربية كانت أساسا موضوعا للنكاح وكل ما له علاقة بهذا الموضوع من إنجاب وإرث والنص القرآني تعرض لذلك بإسهاب:نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة 223حرث والحرث متى شأت؟. برغم أن القصائد الشعرية التي عاصرت القرآن كانت تتحدث عن الحب والغزل وتستعمل عبارات أكثر تهذيب من عبارة حرث.قصائد تعطي أكثر أهمية للمرأة في ممارسة عملية الحب وتعتبرها طرفا قائم الذات وليست موضوعا للحرث.وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ البقرة 221الموضوع دائما في علاقة بالنكاح مع تفضيل الأمة المؤمنة.فالإيمان عامل للتصنيف .ما علاقة ذلك بالمفهوم المعاصر لحقوق الإنسان حيث أن حرية المعتقد ركن من أركان الحقوقوَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ـ المائدة 38إنه العدل في العقوبات. وشكل العقوبة ينبئ عن نضج تلك البيئة في احترامها للذات البشرية .فالعقوبة نكالا؟ إنه شئ فضيعوَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ـالنساء 128نشوز الرجل يعالج بالإصلاح أما نشوز المرأة فيعالج كالآتيوَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا-النساء 34أما علاقة المرأة بالميراث والشهادة فهي كالآتييُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ـ النساء آية11وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ـ البقرة 282نكتفي بهذا القدر من الأدلة عن وضع المرأة من منظور النص القرآني الذي يتعرض للمرأة وفق المنطق السائد في ذلك العصر.فالمرأة موضوع للنكاح لا غير نغري بها الرجال في الجنة مع الخمور والغلمان مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ الطور 20وعلاقة الرسول بالنساء تؤكد أنهن للنّكاح فقطوَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًايَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ـالأحزاب آية 37القرآن دستور المسلمين تحول لخدمة شهوات الرسول الذي اشتهي زوجة ابنه بالتبني زيد ابن حارثة ومسك نفسه لكن القرآن يحلّها له وتبطل هذه الشهوة!!! التبني شرعا لأن الرسول اشتهى تلك المرأة بالذاتإن ما يراد تعميمه هو وليد زمانه ومكانه الجزيرة العربية في القرن السابع ميلادي وعدم استمراره والعمل به دليل عن عدم صلاحيته لكل زمان ومكان.وليس هناك ما يمكن أن يكون صالحا لكل زمان ومكان عدا الجهل الذي تكمن صلاحيته في عملية التخريب والتصدي للتطورفي كل زمان ومكان