10 oct. 2007

تجريم حق النقد


إن القول أنّ كلّ الطرقات بها حفر و أنّ قنوات تسريب المياه لا تشتغل فتتسبّب بغلق العاصمة إثر 10 دقائق من الأمطار، و محاولة لفهم ذلك أستنتج أنّ المزادات العلنية التي تعرضها البلدية من أجل إنجاز الأشغال الضرورية لصيانة المدينة من صرف مياه و تعبيد طرقات تسند إلى مقاولين بطريقة تفتقد إلى الشفافية و احترام الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك العمل، التصريح بهذه الأقوال قد يجرّ لك العديد من المتاعب كأن تنعت بمتشنّج، ضد البلدية، ضد الحاكم، غير متعاون، معارض و لم لا، عميل، لست غيورا على الوطن أو مستقوي بالأجنبي
إن نقد وضع معيّن علما بأن دوافع هذا النقد أنك متضرر من خدمات تدفع ضرائب مقابلها يعتبره رئيس البلدية نقدا لشخصه و كفاءته و اعتداءا على هيبته التي يعتبرها جزءا من هيبة الدولة، و هذا يقيم الدليل على أننا في مجتمعات تجرّم النقد و تعتبره خطيئة و كل السلطات تستثمر في هذا المجال. و من المستثمرين الذين يعتقدون أنهم بصدد مواجهة هذه الأساليب من يعتمدونها و يتفننون فيها فنقد مضامين ما جاء بخطاباتهم أو بتعاليقهم يعتبر هجوما عليهم و تشكيكا في قدراتهم.
إنّ هذا السلوك ورَّثـَته قرون من التسلط على المواطنين فأصبح يعيد نفسه بشكل آلي

Aucun commentaire: