7 déc. 2007

الإسلام عقيدة الرعب والهلع


الإسلام عقيدة الرعب والهلع زهير عطا سالم
الحوار المتمدن - العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 4.8 / 5
يقول الفيلسوف الإنساني برتراند راسل: " إن الخوف هو مصدر الخرافة الأول، وأحد المصادر الرئيسة للسلوك الوحشي. السيطرة على الخوف هي بداية الحكمة ". فلماذا يخشى الإنسان المسلم مجرد المس بثوابت العقيدة ؟ الواقع أن العقيدة الإسلامية تدرس للأطفال في مرحلة تمتاز بالخيال وعدم التفريق بين الأسطورة والواقع، فنجدهم مثلاً مولعون بمشاهدة أفلام الكرتون التي كثيراً ما تحتوي سقوط مدوي للأشخاص والكائنات دون موت. في هذه المرحلة يصدق الطفل كل ما يقال، وبما أن العقيدة الإسلامية مبنية أساساً على الترهيب والخوف من عذاب ناكر ونكير والشجاع الأقرع. هؤلاء هم الملائكة المكلفون بتعذيب الإنسان بمجرد دخوله إلى القبر. يضربونه بدبوسة ضخمة فيغطس من هول الضربة إلى الأرض ( السابعة ؟)، وكلما كان الإنسان كافراً كلما ازداد ضربه وعقابه وتعذيبه، فكيف لخيال الطفل أن يتفاعل مع هذه المعطيات سوى بالخوف والرعب. بعد ذلك يأتي الحديث عن القيامة وأهوال يوم القيامة وكيف يتصبب الناس عرقاً حتى يغرق الكافر بعرقه، ويكون منسوب العرق بحسب قوة الإيمان والكفر. آلاف الأحاديث والآيات تتحدث عن يوم القيامة فتارة يصفها القرآن بالقارعة وتارة بالراجفة المزلزلة. كل هذه المعطيات تخلق بيئة فظيعة من الخوف والرعب فيجري تشويه خيال الطفولة ويتم تمزيق براءتها، هكذا لأنه الله الذي خلقنا فسوانا.لكن تلك المخاوف والأهوال لا تنتهي من حياة الطفل بل تستمر مع تلاوة القرآن ذي الذكر في كل صباح في إذاعات أنظمة التخويف وتلفاز الخوف ومجلات الرعب، ثم في المدارس وحصص التربية الإسلامية، ولا ننس التلاوة المركزة أثناء شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وكلما قرأ الإنسان المسلم قرآناً أكثر كلما كان ثوابه أكبر وأجره أعظم، وبهذا ينشأ الطفل في سيكلوجيا الخوف الشديد من عذاب القبر والهلع الكبير من أهوال البعث والنشور، ويقضي حياته – من ثم – متعبداً خاشعاً راجفاً من خشية هذا الإله وعقابه الصارم. النتيجة هي أن عقيدة المسلم في النهاية هي هي ذاتها التي تشربها في الطفولة بنفس الخوف وذات الرعب، ما يعني أن الأمل في التغيير مثل أمل إبليس في الجنة، وما أدرانا فقد يصفح الله عن إبليس ويدخله الجنة لأن رحمته وسعت كل شيء، ثم إن إبليس من نار فكيف سيعذبه الله في النار !حينما كانت الكنيسة ما زالت مسيطرة في بريطانيا، كتب بيرتراند مقالات يطالب فيها بتغيير المناهج الدراسية، حيث قال (( إن المناهج يجب أن تتضمن قدراً من الشك لكي يسطر العقل الحر حركته خارج النطاق التاريخي السائد ))، وما أحوجنا نحن العرب أن نضع شيئاً من المعرفة التي تثير الشك بقدر ما، لكي تدفع العقل إلى الانفلات من عقال الإيمان الثابت والراسخ الذي لا يتزعزع. قد يرد علينا الثرثارون بأن العقول المسلمة قد أثمرت علوم كثيرة في العصرين الأموي والعباسي، وللرد على هذا الافتراء المغلوط نورد نقطتين: الأولى، أن هؤلاء قد عرض الإسلام عليهم وقد بلغوا أشدهم، أي أنهم لم يرضعوا عقيدة الخوف والرعب والهلع وهم في نعومة البراءة، والثانية، أن معظم علماء الرياضيات كانوا متأثرين بالفلسفة اليونانية وأن أغلبهم قد اتهم فيما بعد بالكفر والإلحاد أو بالزندقة والتاريخ خير شاهد على ما نقول.بالعفوية وبكل بساطة وضعت مسلمة في أحد مواقع الزواج التي مررت عليها لمجرد الفضول – وضعت شرطاً في الشخص الذي سيتقدم لها أنه يجب أن (( يخاف الله )). مئات بل عشرات الألوف من الشابات يضعن شرط الخوف من الله على اعتبار أن الشخص الذي يخاف الله سيخاف تلقائياً من إيذائها. إنها عقيدة الخوف الذي يسوغ السلوك وليس الحب الإنساني والأخلاق النبيلة. كثير من الملحدين المؤمنين بالإنسان وقدراته الخلاقة نجد أن لديهم وبالضرورة عاطفة حب جياشة تجاه الآخرين بشكل عام فما بالك بالمقربين. يقول الكاتب والمفكر الإنساني الرائع أنطون تشيخوف في آخر رسالة له كتبها لأخته (( ساعدي الفقراء .. انتبهي للوالدة .. عيشوا بسلام )). لم يكتب وصية مليئة بالثرثرة الفارغة والكلام الممجوج والهرطقة المثيرة للضجر. الفقراء وقعوا في سلم الأولويات، ثم الأم، ثم السلام للمجتمع، وأي أمنيات أجمل من هذه لسعادة البشرية، بينما لا نجد في الإسلام سوى الوضوء والحج ودعاء ركوب السيارة ودعاء دخول السوق ودعاء الثياب الجديدة ودعاء النوم ودعاء الصحو من النوم. أربع وعشرين ساعة من الدعاء والتفكير والخوف والرعب والهلع، فكيف سيتكون الإنسان الذي ينشط لأجل الناس والمجتمع وهو ينفق عمره في جمع حسنات ( الآخرة ؟) يقول درويش: عندما يصل الغد سوف نحب الحياةكما هي، عاديةٌ ماكرةرمادية أو ملونةلا قيامةٌ فيها ولا آخرةوهكذا، فقد وضع الشاعر حداً لهذه المهزلة، فلا قيامة ولا آخرة، فشتان بين إنسان يؤمن بالإنسانية وكائن يؤمن بالخوف والرعب والهلع، وليس لنا أن نستغرب وأن نتعجب من شدة التخلف ومن تتالي الهزائم والانتكاسات حتى أصبحت بلادنا سوقاً لكل منتجات الشعوب التي سخرها ( الله ؟ ) لكي تخدمنا، فحسبنا أننا مسلمون وبإسلامنا هذا نكون خير أمة أخرجت للناس. ترى ما الفرق بين هذه العنصرية الشوفينية والعنصرية الصهيونية التي تعتقد بأن اليهود هم شعب الله المختار وبأن باقي الشعوب قد سخرت لخدمتهم ؟؟؟ قبل اكتشاف الكهرباء وخبر الصواعق والرعد، كانت الثقافة السائدة في أوروبا وأماكن أخرى من العالم، هي عقيدة الخوف والرعب، وغالبية العقائد كانت تعتبرها غضب من الإله، وحينما كان ينزل البرق ويتلوه الرعد، كانت القرى في ألمانيا ( مثلاً ) تتجمع في الكنائس فيما يلتصق الناس ببعضهم خوفاً ورعباً. أما بعد اكتشاف الكهرباء السالبة والموجبة وقصة التفريغ الكهربي فإن عقيدة الرعد والخوف من الرعد قد زالت تماماً، أما في حالة العقيدة الإسلامية، فالله غائب لا يرى، وهو مليء ( السماوات ؟ ) والأرض ( ؟ )، وهو على كل شيء قدير، بينما لا نراه يغيث ملهوفاً أو ينصر مستضعفاً أو يطعم جائعاً. عندما أخبر محمد عن الآية ( ومن يقرض الله قرضاً حسناً ) قال له المعارضون ( وما شأننا بإلهك الفقير ؟ ). لا يمكن أن نهزم خرافة العدو دون أن نهزم خرافتنا، ولا يمكن أن نقرع الباطل في أرضه ما لم نقرعه في أرضنا، ولا يمكن أن تقوم لنا قائمة طالما يتم تدريس عقيدة الخوف والرعب والهلع للأطفال المساكين. لماذا لا يؤجل البحث في العقيدة إلى سن البلوغ بدل تشويه براءة الطفولة بأحلام سوداء مرعبة، وبعدها يختار الإنسان دينه، فإن أراد الإسلام كان بها وإن أراد غيره كان بها ولعله يحب البقاء دون عقيدة سوى عقيدة حب الإنسانية وخيرها.

3 déc. 2007

أي حرية للتعبير؟


حرية التعبير والبؤس الفكري

لماذا تصادر سلطات مجتمعات التخلف حرية التعبير؟ وهل أن السلطة هي الوحيدة التي تصادر حرية التعبير؟
حرية التعبير ممارسة من شأنها أن يتضرر منها البعض ماديا و معنويا وفي ضرر هذا البعض إفادة لآخرين. فهذه الحرية محل نزاع بين أطراف متعددة. عديد الأفراد والمجموعات المنادية بحرية التعبير تكتشف أنها تتضرر فعليا من حرية التعبير. فتلجأ إلى جملة من الأساليب والتقنيات لمقاومة حرية التعبير والتفكير. هذه الأساليب تضاهي أو تفوق أساليب السلطة
فالسلطة تعتمد جملة من التشريعات والقوانين التي تصدرها باسم الشعب (مثل قانون الصحافة والنشر) وتجد هذه القوانين طريقها في التطبيق بالاعتماد على أجهزة إدارية وقضائية. كما تعتمد السلطة في أغلب الأحيان أساليب المغالطة والتشهير بمن يعارضها
فالسلطة تجد نفسها في غنى عن إثبات ما تدعيه بل تركز على استعمال جملة من المعاني والمصطلحات والرموز للتخلص أو للقضاء على خصومها. وهذه الأساليب نفسها تعتمد من أفراد ومجموعات تكتسب شرعية لخطابها من مشاكسة السلطة وانتقادها، ضمنيا أو علنا في بعض ممارستها. ويتحولون إلى منافسين للسلطة في مصادرة حرية التفكيروالتعبير
فهؤلاء الأشخاص (أو الأفراد) يؤسّسون لشرعيتهم مما يعتبرونه انتقادا للسلطة أو الذود عن الهوية الإسلامية التي يهددها أتباع قلائل و يباركها أتباع كثيرون يوجد بينهم الجهل وازدراء العقل. بل يهاجمون خصومهم باستعمال كم هائل من المسلّمات و"البديهيات" المستقرة بأذهان الناس منذ مئات السنين ويعود ذلك إلى انعدام حرية التفكير



فانعدام حرية التفكير و التعبير هو الشرط الضروري لإعادة إنتاج هذه "البديهيات". وللمحافظة عليها يعمدون إلى المغالطة و التزوير
فلا يواجهون خطاب الخصم بالحجج والأدلة مما ورد بمضمون الخطاب للإجهاز عليه بل يعيدون استنساخ جملة من التهم الجاهزة التي تلاقي رواجا وإقبالا شعبيا ـ وذلك بفعل غياب حرية التعبير ففي حرية التعبير والتفكير مساءلة للقيم السائدة
إن حرية التعبير لا تعني حرية ترويج الجهل وإعادة نشر ثقافة الدهماء. هذه الثقافة ليست في حاجة لحرية التعبير من أجل نشرها اعتبارا أن العرض يفوق الطلب وهي الثقافة السائدة بفعل غياب حرية التعبير. إن دعاة القيم السائدة والمتوارثة يدّعون زورا و بهتانا أنهم متضررون من غياب حرية التعبير. فالمتضررون الفعليون من غياب حرية التعبير هم الذين يقومون بمساءلة هذه القيم ويقومون بفحصها وفحص
المسلمات التي تقوم عليها
نموذج من المدونات التي ليست بحاجة لحرية التعبير (وزميلاتها كثيرات) برغم اللافتةأعلاه. وبجانب هذه اللافتة مقال معنون : المقامةالقشية أو مقامة المؤخرة و التبّان في رفع السيقان و بيان حمق أحمق حمقستان
فتسكير الجلغة أحسن بكثير من ـكتابة مثل هذه المقامات .ه
ينبئنا العنوان ببيان حمق أحمق حمقستان. والبيان في هذا "النسق الفكري" هو إعادة وتكرار لتهم السلف الصالح لكل فكر يعتقدون أنه ضد الإسلام والمسلمين. ونذكر من ذلك: دعاة الحريات الجنسية. برغم أن الجزء الأكبر من هذه المقامة يقطر جنسا ـوفق النظرية الإسلامية بالطبع ـ والعجيب أن صاحب المقال يستعمل كل ثقافته الجنسية الإسلامية لمحاكمة خصمه واتهامه بأنه داعية للحريات الجنسية.
فالجنس مقابل أجر ليستمتع به الرجل من التراث الإسلامي ونص عنه القرآن حرفيا بقوله "وأحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن..." النساء الآية 24.
ثم بالآية 25 "ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف ".ه

كما ورد بسورة الممتحنة الآية 10 "يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن واتوهم ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ".ه
وعديد الآيات الأخرى التي تبيح النكاح مقابل أجر. والمسلمون الاوائل كانوا السباقين للجنس مقابل أجر وفي كل مرة يذكر النكاح في القرآن يذكر الأجر .فالتشهير ب"عبدالله قش"يستدعي التشهير بجزء كبير من الثقافة الإسلامية التي تعاملت مع الجنس كبضاعة مقابل أجر.
فهناك ازدواجية في الثقافة الإسلامية حيث الجنس خطيئة وبالقدر نفسه يقع استعماله كأداة لجزاء نبي الإسلام وذلك بما جاء في سورة الأحزاب آية50 " يا ايها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين" .والنكاح هنا عنوان للتمييز بين النبي وبقية المؤمنين وهو كذلك أداة للترغيب في الجنة. فجنة المؤمنين عبارة عن مكان لممارسة الجنس

وهذه الازدواجية حولت الفرد الإسلامي كهذا المدون بالضبط إلى مهووس بالجنس فهو يجد متعة في الحديث عن الجنس ولكن تحت غطاء التشهير بالجنس للتكفير عن جريمة اقترفها بحق ثقافته الإسلامية (فقد مارس عملية التفريغ فعلا في هذه المقامة التي أراد أن يدرأ عنه فيها تهمة التفريغ) التي تجل الجنس وفي الآن نفسه تضعه في خانة الخطيئة. فالجنس في هذه الثقافة العجيبة أداة لتحقير الخصم و أداة لمجازاة المجاهدين الذين يعتز بهم صاحب المدونة
وبعد الإسهال الجنسي في المقامة المذكورة الذي، دون شك، انتشى إثره المدون. تلحّف المدون بمعطف سماوي للتغطية عن وضاعته الأرضية. فعوضا أن يناقش خصمه في الموضوع الذي أثاره خصمه الجنس أو التفريغ يتخفى ويكيل قائمة من التهم "سب المسلمين و نبــــــــــــــــــــــــــيهم" "عبد مأجور""ابيع نفسي مجانا و اعرض مؤخرتي في جيان و الكرفور"" المتحامل على الإسلام دون حجة و لا برهان"
و قد قال يوم وجد الناس ذاهبين للجهاد:كــــــــوكو كوكـــــــو ايـــــها المقاتـــــلونلماذا تحملون الرماح و على ماذا تحاربون".ه"


فدناءة هذا المدون تسمح له بأن يصمت عن سب نبيه ودينه ومقدساته ومجاهديه ومقاتليه ومحجباته ولا يهبّ للدفاع عنهم إلا حين ينعت بأنه يقوم بعملية تفريغ



والتهم الموجهة ليست في حاجة لدليل أو برهان لأنها صادرة عن مدافع عن المسلمين إثر نعته "بالتفريغ ". وهي تهم كفيلة بجلب العطف والاستحسان من قبل كل أنواع السذج والمشعوذين من الصائم في ستّ من أيام شوال إلى القائلين ب" إر قالوا نقاش "فالتهموا المقامة كديسارلجهلهم وسطحيتهم

ما ذكره هذا المدون بهذه المقامة يعد فعلا صورة من صور الإرهاب وهذه عينة مما يمارسه الجهل والفكر السائد بحق الفكر والتفكير
أن يبارك مدون مثل هذه المقامات دليل على العقم ومعاداة العقل والعقلانية ودليل على مدى بؤسه الفكري