3 déc. 2007

أي حرية للتعبير؟


حرية التعبير والبؤس الفكري

لماذا تصادر سلطات مجتمعات التخلف حرية التعبير؟ وهل أن السلطة هي الوحيدة التي تصادر حرية التعبير؟
حرية التعبير ممارسة من شأنها أن يتضرر منها البعض ماديا و معنويا وفي ضرر هذا البعض إفادة لآخرين. فهذه الحرية محل نزاع بين أطراف متعددة. عديد الأفراد والمجموعات المنادية بحرية التعبير تكتشف أنها تتضرر فعليا من حرية التعبير. فتلجأ إلى جملة من الأساليب والتقنيات لمقاومة حرية التعبير والتفكير. هذه الأساليب تضاهي أو تفوق أساليب السلطة
فالسلطة تعتمد جملة من التشريعات والقوانين التي تصدرها باسم الشعب (مثل قانون الصحافة والنشر) وتجد هذه القوانين طريقها في التطبيق بالاعتماد على أجهزة إدارية وقضائية. كما تعتمد السلطة في أغلب الأحيان أساليب المغالطة والتشهير بمن يعارضها
فالسلطة تجد نفسها في غنى عن إثبات ما تدعيه بل تركز على استعمال جملة من المعاني والمصطلحات والرموز للتخلص أو للقضاء على خصومها. وهذه الأساليب نفسها تعتمد من أفراد ومجموعات تكتسب شرعية لخطابها من مشاكسة السلطة وانتقادها، ضمنيا أو علنا في بعض ممارستها. ويتحولون إلى منافسين للسلطة في مصادرة حرية التفكيروالتعبير
فهؤلاء الأشخاص (أو الأفراد) يؤسّسون لشرعيتهم مما يعتبرونه انتقادا للسلطة أو الذود عن الهوية الإسلامية التي يهددها أتباع قلائل و يباركها أتباع كثيرون يوجد بينهم الجهل وازدراء العقل. بل يهاجمون خصومهم باستعمال كم هائل من المسلّمات و"البديهيات" المستقرة بأذهان الناس منذ مئات السنين ويعود ذلك إلى انعدام حرية التفكير



فانعدام حرية التفكير و التعبير هو الشرط الضروري لإعادة إنتاج هذه "البديهيات". وللمحافظة عليها يعمدون إلى المغالطة و التزوير
فلا يواجهون خطاب الخصم بالحجج والأدلة مما ورد بمضمون الخطاب للإجهاز عليه بل يعيدون استنساخ جملة من التهم الجاهزة التي تلاقي رواجا وإقبالا شعبيا ـ وذلك بفعل غياب حرية التعبير ففي حرية التعبير والتفكير مساءلة للقيم السائدة
إن حرية التعبير لا تعني حرية ترويج الجهل وإعادة نشر ثقافة الدهماء. هذه الثقافة ليست في حاجة لحرية التعبير من أجل نشرها اعتبارا أن العرض يفوق الطلب وهي الثقافة السائدة بفعل غياب حرية التعبير. إن دعاة القيم السائدة والمتوارثة يدّعون زورا و بهتانا أنهم متضررون من غياب حرية التعبير. فالمتضررون الفعليون من غياب حرية التعبير هم الذين يقومون بمساءلة هذه القيم ويقومون بفحصها وفحص
المسلمات التي تقوم عليها
نموذج من المدونات التي ليست بحاجة لحرية التعبير (وزميلاتها كثيرات) برغم اللافتةأعلاه. وبجانب هذه اللافتة مقال معنون : المقامةالقشية أو مقامة المؤخرة و التبّان في رفع السيقان و بيان حمق أحمق حمقستان
فتسكير الجلغة أحسن بكثير من ـكتابة مثل هذه المقامات .ه
ينبئنا العنوان ببيان حمق أحمق حمقستان. والبيان في هذا "النسق الفكري" هو إعادة وتكرار لتهم السلف الصالح لكل فكر يعتقدون أنه ضد الإسلام والمسلمين. ونذكر من ذلك: دعاة الحريات الجنسية. برغم أن الجزء الأكبر من هذه المقامة يقطر جنسا ـوفق النظرية الإسلامية بالطبع ـ والعجيب أن صاحب المقال يستعمل كل ثقافته الجنسية الإسلامية لمحاكمة خصمه واتهامه بأنه داعية للحريات الجنسية.
فالجنس مقابل أجر ليستمتع به الرجل من التراث الإسلامي ونص عنه القرآن حرفيا بقوله "وأحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن..." النساء الآية 24.
ثم بالآية 25 "ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف ".ه

كما ورد بسورة الممتحنة الآية 10 "يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن واتوهم ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ".ه
وعديد الآيات الأخرى التي تبيح النكاح مقابل أجر. والمسلمون الاوائل كانوا السباقين للجنس مقابل أجر وفي كل مرة يذكر النكاح في القرآن يذكر الأجر .فالتشهير ب"عبدالله قش"يستدعي التشهير بجزء كبير من الثقافة الإسلامية التي تعاملت مع الجنس كبضاعة مقابل أجر.
فهناك ازدواجية في الثقافة الإسلامية حيث الجنس خطيئة وبالقدر نفسه يقع استعماله كأداة لجزاء نبي الإسلام وذلك بما جاء في سورة الأحزاب آية50 " يا ايها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين" .والنكاح هنا عنوان للتمييز بين النبي وبقية المؤمنين وهو كذلك أداة للترغيب في الجنة. فجنة المؤمنين عبارة عن مكان لممارسة الجنس

وهذه الازدواجية حولت الفرد الإسلامي كهذا المدون بالضبط إلى مهووس بالجنس فهو يجد متعة في الحديث عن الجنس ولكن تحت غطاء التشهير بالجنس للتكفير عن جريمة اقترفها بحق ثقافته الإسلامية (فقد مارس عملية التفريغ فعلا في هذه المقامة التي أراد أن يدرأ عنه فيها تهمة التفريغ) التي تجل الجنس وفي الآن نفسه تضعه في خانة الخطيئة. فالجنس في هذه الثقافة العجيبة أداة لتحقير الخصم و أداة لمجازاة المجاهدين الذين يعتز بهم صاحب المدونة
وبعد الإسهال الجنسي في المقامة المذكورة الذي، دون شك، انتشى إثره المدون. تلحّف المدون بمعطف سماوي للتغطية عن وضاعته الأرضية. فعوضا أن يناقش خصمه في الموضوع الذي أثاره خصمه الجنس أو التفريغ يتخفى ويكيل قائمة من التهم "سب المسلمين و نبــــــــــــــــــــــــــيهم" "عبد مأجور""ابيع نفسي مجانا و اعرض مؤخرتي في جيان و الكرفور"" المتحامل على الإسلام دون حجة و لا برهان"
و قد قال يوم وجد الناس ذاهبين للجهاد:كــــــــوكو كوكـــــــو ايـــــها المقاتـــــلونلماذا تحملون الرماح و على ماذا تحاربون".ه"


فدناءة هذا المدون تسمح له بأن يصمت عن سب نبيه ودينه ومقدساته ومجاهديه ومقاتليه ومحجباته ولا يهبّ للدفاع عنهم إلا حين ينعت بأنه يقوم بعملية تفريغ



والتهم الموجهة ليست في حاجة لدليل أو برهان لأنها صادرة عن مدافع عن المسلمين إثر نعته "بالتفريغ ". وهي تهم كفيلة بجلب العطف والاستحسان من قبل كل أنواع السذج والمشعوذين من الصائم في ستّ من أيام شوال إلى القائلين ب" إر قالوا نقاش "فالتهموا المقامة كديسارلجهلهم وسطحيتهم

ما ذكره هذا المدون بهذه المقامة يعد فعلا صورة من صور الإرهاب وهذه عينة مما يمارسه الجهل والفكر السائد بحق الفكر والتفكير
أن يبارك مدون مثل هذه المقامات دليل على العقم ومعاداة العقل والعقلانية ودليل على مدى بؤسه الفكري

3 commentaires:

عماد حبيب a dit…

قلت في مقدمة تدوينتي عن العقد الجنسية أني أناقش فكرة و لا أهاجم أحدا و كررت لا أريد معارك كيخوتية بالعكس أكتب عمن أهتم بكتاباتهم و تدويناتهم و مع ذلك جاء الرد بتلك الطريقة

أعتقد أنك بمرور الوقت رأيت نقاطا لم أرها أنا نفسي ساعتها ربما لصدمتي من المستوى و من الصور و من تهليل كثيرين دون أدنى لوم أو عتاب لصاحبهم، لذلك وجدت أن الرد بلا فائدة

لذلك كم أرجوا أن ننتبه جميعا لنقطة أننا نحن أنفسنا ضد حرية التعبير و أن كل واحد فينا دكتاتور صغير و صحفي بودورو حين يتصور أنك أهنته أو أهنت وثنه


و قالها أحدهم مرة أهني و لا تهن معتقدي

عاد شقعد على تسكير الجلغة ؟


عموما يا صاحبي أعطوا برهانا ساطعا على رفعة أخلاق و سعة صدر و سعة أفق المتديينين و تناسب ذلك طرديا مع درجة التدين


لذلك طلبت و أتمنى أن لا يحذف حرف مما قالوا ليكون شاهدا عليهم

شكرا لك

Anonyme a dit…

للأسف الشديد كاما ارتقى الجدل و النقاش إلى هذه المستويات فإنك لا ترى و لا تسمع أحدا لسببين الأول و هو ما بينته في هذا المقال أي أنه من السهل إعادة إمناج المنظومة الكليانية على مستوى تفكير هؤلاء و فانيا لاستفحال الجهل و تفشيه بشكل صارخ. على كل ممتاز هذا التوضيح و التنوير لمن ليس بحاجة له لأنه في جبة بديهياته يرفل.

brastos a dit…

جيد جدا
هناك نماذج رديئة
غير واضحة
غير مفكرة
تجدهم يدافعون عن مقدّساتهم الدينية في قلب الخـمّـارة